في يوم 16 غشت 2016م من العام الماضي ذكرت أنه على الحركة الأمازيغية أن تعمد إلى تكريم كوادرها و جيلها المعدني النفيس ، ضمنهم " شهيد علم التاريخ محمد منيب" وشهداء قبله كعلي صدقي أزايكو (عام من السجن بسبب مقال) وشهداء آخرون سيأتون من بعده كأحمد شفيق وأحمد الذغرني ومحمد بودهان ومصطفى قادري ومصطفى أوعشي وعلي حرش الراس وآخرون كثيرون... كل واحد حسب مجال اشتغاله أطال الله في عمرهم جميعا ، والتكريم هنا ليس بحفلات وسهرات نغموتاي والقناة الثامنة(الأمازيغية) أو كالتي يقوم بها المعهد الملكي الثقافي الذي يكرم كل شيء حسب مزاجه السياسي فطلع علينا مؤخرا بتكريم رجال المال والأعمال كعربون للجود والكرم والضيافة لدى الأمازيغ (تكريم أحيزون مدير IAM)، و نقصد هنا بالتكريم أن يبادر الشباب بزيارتهم والإهتمام بهم ودراسة أرشيفهم الفكري والسياسي ويسأل عن أحوالهم كإعتراف للجميل والخدمات الجليلة التي قدموها للقضية الأمازيغية في عصر سياسي كان الحديث بالأمازيغية جريمة في القوانين السياسية كالتي طالب بها الجابري بسنها 10000 درهم لمن يتحدث بالأمازيغية في المنزل. ونقول أعلاه " محمد منيب شهيد التاريخ " كي يخجل الذين إشتهروا فيه بالمغرب (التاريخ) بالبدع والحكايات والخرافات والأساطير (محمد 5 في القمر...) كالعروي والمريني وبن حمزة( كتاب ظاهرة التنصير) والمحامي زيان الذي طلع علينا اليوم وطني غيور ... ولم يكن حينها ضمير المرحوم منيب يسمح له لينافسهم في البهتان والتملق والتدليس و الأوصاف السياسية بدار البلاط هذا مؤرخ هذا فيلسوف هذا لا ... أو ينافسهم في الأكراميات والأوسمة والأموال والأسفار والظهور في التلفزيون ...، بل إشتهر الشهيد بمحاربة التدليس والكذب على المغاربة حتى إقترن إسمه في الساحة الفكرية والعلمية بأول باحث مغربي يقاضي وزارة التربية الوطنية والتعليم وخاض معها معركة سياسية في قضية " الظهير البربري" وأهله علم الإدارة(الداخلية) أن يبحث في الأرشيف الفرنسي الكلونيالي المخزني القديم، وطالب بسحبه من الكتب المدرسية ليقترن إسمه بمؤلف " أكذوبة الظهير البربري" الذي وضح فيه بالحجج والإثباتات اللازمة كونه فعلا أسطورة كما وصفه " أكبر أكذوبة في تاريخ المغرب المعاصر " وأن الغرض السياسي منه هو محاربة الأمازيغ حتى إقترن إسم الأمازيغية بتهمة العمالة والخيانة والنصرانية والتفرقة إبتداءًا من 16 ماي 1930م، وتطور هذا النكص السياسي الكاذب اليوم إلى الفتنة وإسرائيل وأمريكا وإيران... وبإسمه تحارب الأمازيغية إلى اليوم . وهنا أتذكر مذاخلته النوعية في محاضرة أيام الحركة الثقافية/أكادير 2009م إلى جانب بودهان ونقول نوعية كوننا أدركنا بعدها تماما حجم الضرر الذي ألحقته وزارة التعليم في حقنا و أننا فعلا ضحايا تدليس تاريخ المغرب الذي تم تلقينه لنا بالمدارس المغربية ولولاه لصدعنا اليوم رؤوسنا ورؤسكم بلبنان ونكبة فلسطين و نكسات بلاد المشرق التي لا تنتهي، ولحسن حظنا حضينا بالعملاق المرحوم محمد منيب الذي نور عقولنا وكشف نكسة مناهج التعليم بالمغرب وكذبها علينا وعلى الأجيال اللاحقة إلى يومنا هذا ، ومن موقعنا نحن ممتنون له كثيرا بالجميل لذلك كنا نسأل عنه وعن أحواله وكان منزله لنا زاوية ثقافية بسوس وحضن لكل الباحثين والطلبة والأساتذة وكل المهتمين وكان زاهدا بماله لدعم أنشطة كل تنظيمات الحركة الأمازيغية وخاصة الحركة الثقافية بالجامعة. ومن وجهة نظرنا مؤلف الشهيد " محمد منيب" يستحق أن يكون في كل بيوت ومنازل شباب وشابات الحركة الأمازيغية ويعطى كهدايا للأصدقاء واﻷقرباء في الأفراح و في زيارة المعتقلين بالزنازن والمرضى في المستشفيات وكذا للأحباب في الأعياد والأعراس والمواسم والمناسبات ويوزع على عموم الناس في الشوارع أيام الأعياد السياسية للدولة بالخصوص (عيد الإستقلال...) ونقول هذا الكلام لأهمية الكتاب المعرفية والسياسية وحتى يعلم الشعب الحقيقة ، ويملؤو به خزانات ومكتبات منازلهم ليعوض مؤلفات فتاوي الجزر والبطاطس وكتب السواك والرجم كالتي طلع علينا بها الريسوني والفيزازي وآخرون علماء بلا علم، كما تجدر الإشارة أن كتاب شهيد التاريخ " محمد منيب " لم يلقى بالدعم المطلوب من مؤسسات الدولة ومكتباتها الوطنية كما حضيت به مؤلفات وكتب مؤرخين وباحثين يحرثون و يزرعون في تاريخ المغرب وطبقاته المتراكمة فجعلوا عاليها سافليها فطلع علينا أصدقاء الفرنسيين والمتعاونيين اليوم أبطالا ، فيما رجال وشهداء المقاومة الوطنيين الحقيقيين أعداء وخونة، وهنالك اليوم من الشعب من لا يعرفهم ولا يعرف مشروعهم السياسي التحرري(المقاومة). وهنا أتذكر يناير 2016م بساحة باب الحد الرباط وبالصدفة أقدمت قناة الملاحظ (Almolahid Tv) وتسأل المواطنين عن محند بن عبد الكريم الخطابي وموحا أوحمو الزياني وعن مكان تواجد قبورها ورفاتهما ، وهنالك من أجابهم كونهم مغنيين ورحالة و ممثلين ... وآخرون أجابوا كون مكان دفنهم هي مقبرة الشهداء(الرباط) فاختلطت عليهم الدعوة بإسم مقبرة الشهداء الخاصة بمعارف الفرنسيين والمخزن ومشروعيهما السياسي (عائلات المشور) ، وفي الحقيقة هؤولاء المواطنين ضحايا هكذا قيل لهم بالمدارس المغربية ومن مطالبنا اليوم رفع الصمت عن الأرشيف العسكري والسياسي الفرنسي والمخزني القديم و القضايا المحنطة في تاريخ المغرب السياسي حتى يعلم الشعب الحقيقة ، وهذا ما نطرحه كون المرحوم محمد منيب عالم كبير ومرجع في دراسة التاريخ و يستحق فعلا لقب شهيد علم التاريخ بالمغرب حتى لا ينساه الشعب ،وهنا لا نسعى أن ندرج رموزنا التاريخيين كالمرحوم " محمد منيب " وآخرون فيما ما أسميه بدار المتحف الأمازيغي فنفتح الأبواب ونشكل منهم تماثيل وأصنام ونمدح وننفخ فيهم ما إن نخرج ونغلق الأبواب حتى ننسى كل شيء، بل التكريم هنا هو دراسة هذه النماذج التاريخية وأرشيفهم السياسي كونهم تركوا ما تترحمون عليهم وتذكرونهم بالخير وتذكرون أعمالهم ومساهماتهم السياسية والعلمية كي تعم المعرفة ولتجد الأجيال اللاحقة ما تترحم به عليكم.