في الوقت الذي يولي فيه الملك محمد السادس اهتماما كبيرا لرعاياه المقيمين بمليلية المحتلة من اجل تحسيسهم بمدى المكانة المتميزة التي يحضون بها ، تأبى إدارة الجمارك إلا أن تسبح ضد سياسة الملك من خلال وضع قوانين متشددة لا تخدم مصلحة الجمارك ولا الحكومة في شيء ، سيما وان الوضع الحالي يتطلب مرونة في التعامل لكسب ثقة المواطنين المغاربة المقيمين بالثغر المحتل وليس صب الزيت على النار. فبعد الإجراءات الجديدة التي وضعتها إدارة الجمارك بالناظور بخصوص الورقة الخضراء ( ورقة الاستيراد المؤقت ) التي باتت تتصدر حديث الرأي العام المحلي بمليلية المحتلة خصوصا في أوساط المغاربة ،وهو الأمر الذي أثار استياء وسخط المواطنين المغاربة المقيمين بالأخيرة، ما أدى إلى تنظيم وقفات احتجاجية وإصدار بيانات منددة من طرف عدد من الجمعيات الإسلامية وبتنسيق مع إحدى الجمعيات الحقوقية ببني انصار يستنكرون من خلالها الحصار المضروب على ساكنة مليلية خصوصا فيما يتعلق بالغرامات المالية الكبيرة المفروضة على المواطنين المغاربة الذين يقودون السيارات المرقمة بمليلية المحتلة والتي تعود في ملكية أقاربهم . وارتباطا بالموضوع قامت إدارة الجمارك ببني انصار بداية شهر يناير بلصق إعلانات بشبابيك الجمارك بالنقطة الحدودية بني انصار تعلن من خلالها للمواطنين المقيمين بمليلية بآخر الآجال المحددة لاستخلاص الورقة الخضراء وذلك بعبارة " إلى ساكنة مليلية السليبة" ، كتبت باللغة الاسبانية ، وقد أثارت هذه العبارة استياء المسؤولين الأسبان الذين راسلوا عامل إقليمالناظور عن طريق القنصل الاسباني يطالبون بسحب كلمة السليبة من الإعلان ، ما دفع برجال الجمارك بالنقطة الحدودية بني انصار إلى سحب الورقة من الشبابيك ، ليتم إعادة إلصاقها فيما بعد ، اثر صدور تعليمات من المدير الإقليمي للجمارك ، لتسحب مرة ثانية لكن هذه المرة بتعليمات من جهات عليا . وعلى اثر القرارات المجحفة التي تمارس في حق المواطنين المغاربة المقيمين بمليلية المحتلة من قبل الجمارك ، هل سيتحرك المسؤولون على المستوى المركزي لرفع الظلم الذي طال هذه الساكنة ، خصوصا وان كلاما بدأ يروج حول امكانية تدخل جهات ما لتعديل هذا القانون .