وسط أجواء مشحونة تتواصل لحدود اللحظة الاحتجاجات بمدينة الحسيمة، وسط كر وفر بين المحتجين والقوات العمومية، التي تحاول انهاء الاحتجاج باستعمال القوة والقنابل المسيلة للدموع، دون أن تَضع حداً للمسيرات التي تخرج بشكل متفرق من أحياء المدينة. وحسب شهود عيان فان القوات العمومية استعملت القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف، حيث انتشرت أدخنة القنابل بشكل كبير في الشوارع والأحياء التي عرفت تدخلات أمنية، الشيء الذي أفضى الى العديد من الاغماءات، حيث شوهدت سيارات الاسعاف تتدخل لنقل المصابين والمغمى عليهم الى مستشفى محمد الخامس. هذا وبدأ الخروج للشارع لأجل التظاهر في تمام الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، ومنعت السلطات الأمنية المحتجين من الوصول إلى ساحة محمد السادس التي يطلق عليها المتظاهرون اسم "ساحة الشهداء"، غير أن ذلك لم يثنهم عن محاولة التجمع في مجموعة من الشوارع والأزقة ورفع عدد من الشعارات المنددة بالمنع. وعانت المدينة من ضعف واسع في الاتصال بشبكة الانترنت الجوال، ولم يستطع النشطاء الاستمرار في بث فيديوهات مباشرة على صفحاتهم بفيسبوك، وحمّلوا الصور بصعوبة بالغة، وهو وضع لم تعشه المدينة في السابق، وقال النشطاء إن عدد من خرجوا للتظاهر يعدّون بالآلاف. وشهدت المدينة إنزالا أمنيا واسعا منذ ساعات، وانتشرت العناصر الأمنية في عدة مناطق من المدينة لضمان عدم تنظيم التظاهرة، في وقت يصرّ فيه النشطاء على إنجاح الاحتجاج الذي أرادوه "مسيرة مليونية"، خاصة مع توافد عدد من المتعاطفين إلى المدينة للمشاركة في هذه المسيرة، رغم إعلان عمالة إقليمالحسيمة، يوم الاثنين الماضي، عن عدم الترخيص لها.