تحولت ليالي شهر رمضان بمدينة الحسيمة، من ليالي للسمر والتجوال على الكورنيش وضفاف البحر، الى ليالي الصخب والغضب، وتحولت وجهة الحسيميين من كورنيش صباديا الى حي سيدي عابد، الذي بات محجاً للحسيميين والحسيميات بعد صلاة التراويح، منذ الليلة الأولى من رمضان، للمطالبة بحرية المعتقلين وتحقيق الملف المطلبي للحراك. وكان حي سيدي عابد لليلة الرابعة على التوالي ملتقى لآلاف المتظاهرين الذين انطلقوا من عدة أحياء، وسط شعارات تُطالبة بحرية معتقلي الحراك و "اسقاط العسكرة" وتحقيق الملف المطلبي. تظاهرة اليوم التي انطلقت مباشرة بعد صلاة التراويح، كانت الأضخم من نوعها منذ انطلاق حملة الاعتقالات في صفوف نشطاء الحراك، وشارك فيها الآلاف من المحتجين مع حضور نوعي للنساء، وكذا حضور عائلات بعض المعتقلين وعلى رأسهم والدي المعتقل ناصر الزفزافي، بالاضافة الى حضور وزير حقوق الانسان السابق والمحامي في هيئة دفاع معتقلي الحراك محمد زيان، الذي أكد في كلمته على ضرورة الافراج عن جميع المعتقلين، وأن لا حل غير ذلك كي لا تسوء الأوضاع. واستفر هذا التجمع الاحتجاجي الحاشد، السلطات الأمنية التي أغلقت شارع طارق ابن زياد، بترسانة من القوات العمومية وسيارات التدخل السريع والقوات المساعدة وشاحنة قاذفة لخراطيم المياه، ومنعت المحتجين من التقدم من حي سيدي عابد صوب مركز المدينة، كما حضيت التظاهرة بمواكبة اعلامية واسعة لمنابر صحفية دولية. وفي مسيرة امزورن خرجت مسيرة احتجاجية حاشدة تقدمتها النساء، وسط شعارات صاخبة هزّت شوارع المدينة تٌُطالب بحرية المعتقلين و رفع "العسكرة" وتحقيق المطالب، وكانت القوات العمومية قد تدخلت لفض المسيرة، إلا أن المتظاهرين تمكنوا من الالتئام من جديد واستئناف المسيرة في اتجاه حي السكن الشعبي، بعد أن منعتهم قوات الأمن من التوجه صوب الساحة المركزية، التي طُوّقت بالقوات العمومية.