في سياق استمرار الاحتجاجات التي فجّرها مقتل بائع السمك محسن فكري بمدينة الحسيمة، والتي عرفت توسعاً كبيراً في الآونة الأخيرة في مختلف مناطق الريف، شهدت عدة بلدات ريفية خرجات احتجاجية عشية اليوم الجمعة 12 ماي الجاري. وخرج في اقليمالناظور، متظاهرون بكل من مدينة العروي ومنطقة ماري واري القريبة لحدود مليلية، في اطار مواصلة الاحتجاج ضد التهميش والإقصاء ومن أجل تحقيق مطالب محلية سطّرتها لجان الحراك الشعبي بالمنطقتين. وفي اقليم الدريوش، عرفت منطقتي قاسيطة وابن طيب، مسيرات احتجاجية دعت اليها لجان الحراك هناك، تجسيداً لاستمرارية خيار الاحتجاج الميداني والتشبث بتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة، وهي المطالب التي نادت بها حناجر المحتجون. اقليمالحسيمة الذي لا تنقطع فيه الخرجات الاحتجاجية المتفرقة على مدار الأسبوع شهد بدوره اليوم الجمعة احتجاجات بكل من بلدية أجدير و جماعة ازمورن، تُطالب بتحقيق تنمية حقيقية بهذه المناطق مع الاستجابة للملف المطلبي الاقليمي الذي أجمع عليه سكان المنطقة. وبالتزامن مع تنامي الاحتجاجات بمنطقة الريف، تعرف هذه الأخيرة تدفقاً مستمراً لتعزيزات أمنية مختلفة، تصل تباعاً الى المنطقة وبالخصوص اقليمالحسيمة، الذي غصت فيه الثكنات والمقرات الأمنية بالمئات من القوات العمومية التي تم استقدامها من مختلف المدن المغربية. وهذا ونشر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" فيديوهات تُوَثّق لوصول تعزيزات أمنية وعسكرية، في وقت متأخر من ليلة الخميس-الجمعة، نحو مدينة الحسيمة، فيما شوهدت تعزيزات أخرى تدخل المنطقة نهار اليوم الجمعة. وتأتي هذه التطورات في سياق توتر غير مسبوق في العلاقة بين نشطاء الحراك بالحسيمة و الدولة في شخص ممثلها الملكف بهذا الملف محمد اليعقوبي، حيث دخل الطرفان في "حرب" اعلامية قوية، تُوظّف فيها اتهامات متبادلة، ووعد ووعيد.