اثار قيام السلطات الاسبانية بنقل رفات الجنرال خوسي سان خورخو من مقبرة بمنطقة بامبلونا بشبه الجزيرة الايبيرية لاعادة دفنها في المقبرة العسكرية بمليلية جدلا واسعا في اسبانيا، باعتبار الجنرال احد قادة انقلاب 1936، الذي اوصل الديكتاتور فرانكو الى الحكم، وأشعل الحرب الاهلية. ورغم قيام السلطات بإعادة دفن رفات سان خورخو في سرية تامة، في 23 مارس الماضي، الا ان وسائل اعلام اسبانية تمكن من التوصلت الى معلومات حول الموضوع، الامر الذي اثار الجدل في اسبانيا، خصوصا مع حضور شخصيات مدنية وعسكرية لمراسيم الدفن. وحضر مراسيم دفن رفات الجنرال سان خورخو، حاكم المدينةالمحتلة، خوان جوز ابمبرودا، والقائد العالم لمليلية الجنرال فيرناندو غوتيريز، ولجنة مصغرة تابعة للجيش الاسباني، اضافة الى افراد من عائلة الجنرال. وردا على الجدل الذي اثارته هذه الخطوة، قال حاكم مدينة مليلية، انه حضر مراسيم اعادة دفن رفاة سان خورخو ، لانه كان احد الجنود الذين دافعوا عن اسبانية مليلية في حرب 1921، كما يرجع له الفضل في استعادة الاراضي التي خسرها الجيش الاسباني بعد معركة انوال، اضافة الى قيادته لإنزال الحسيمة سنة 1925. وللاشارة فان خوسي سانخورخو إي ساكانيل (28 مارس 1872 - 20 يوليو 1936) كان ضابطا في الجيش الإسباني، قَلَّدَهُ الملك ألفونسو الثالث عشر لقب ماركيز الريف بعد انجازاته في حرب الريف، خصوصا خلال عملية إنزال الحسيمة. شغل مناصب مهمة في فترة ديكتاتورية بريمو دي ريفيرا وخلال الأيام الأولى للجمهورية الثانية، لكن سرعان ما اختلف مع النظام الجمهوري الجديد، فتزعم من إشبيلية محاولة انقلابية فاشلة في أغسطس 1932، والمعروفة شعبيا باسم سانخورادا. بعد إلقاء القبض عليه تم سجنه، وخففت عنه عقوبة الإعدام، وتم الإفراج عنه، ولجأ للبرتغال. وفي سنة 1936 شارك مع النخبة العسكرية التي قامت بانقلاب يوليو 1936، حسب ما خطط له، كان من المفترض أن يشغل سانخورخو منصب القائد العام للإنقلابيين. فسافر في 20 يوليو بالطائرة لقيادة المناطق التي تمردت على حكومة الجمهورية، وتعرض لحادث أثناء محاولة اقلاع الطائرة وتوفي لحينها.