كانت الساحة الكبرى وسط مدينة الحسيمة عشية اليوم السبت 19 نوفمبر الجاري، مع موعد جديد للاحتجاجات المتواصلة التي تخوضها ساكنة الحسيمة، منذ حادثة مقتل تاجر السمك محسن فكري، في آواخر أكتوبر الماضي. الخرجة الاحتجاجية الجديدة التي دعى إلها نشطاء الحراك بالمدينة، استهلت بورشات فنية شارك فيها مجموعة من "عُشاق الريشة"، حيث تم رسم لافتات تحمل كلمات الكرامة و العدالة والحرية، وغيرها من اللفتات التي أبدع المشاركون في إخراجها، كما تم كتابة عبارة "كلنا محسن فكري" على امتداد عشرات الأمتار بالساحة الكبرى عن طريق ثوب أبيض، دُوّنت عليه آلاف التوقيعات من طرف المواطنين الذين حجوا بكثافة من مختلف مناطق إقليمالحسيمة للمشاركة في هذه الخرجة الاحتجاجية الجديدة، التي لبست ثوب الفن. وتوّجهت هذه الورشات بتجمع إحتجاجي حاشد، وسط الساحة ذاتها، ردّد خلاله المتظاهرون شعارات قوية تنشد الكرامة والحرية، وأخرى تُطالب برفع "الحصار" و"العسكرة" عن منطقة الريف، وتحقيق تنمية حقيقة تستجيب لتطلعات أبناء المنطقة. وكانت هذه الخرجة موعد ل"محاكمة" الأحزاب السياسية المغربية، التي اتُهمت بعدم الاكتراث لهموم ساكنة المنطقة، وتجاهلها والنظر إليها باعتبارها كلتة عددية انتخابية لا غير، والتواطئ مع الدولة في فرض الحصار الاقتصادي على المنطقة وتهميشها، ونالت أحزب العادلة والتنمية و الأصالة والمعاصرة والاستقلال حصة الأسد من الاتهامات. وتخلّلت هذا التجمع الاحتجاجي مساهمات شعرية ساهم بها مجموعة من المواطنين، كما أعطيت الكلمات لمجموعة من المتضامنين، أبرزهم الفنان الوجدي الشباب بلال المغربي، وكذا أحد النشطاء من منطقة القبائل الجزائرية، وناشط من مدينة سطات الذي قطع مئات الكيلمترات مشياً على الأقدام نحو مدينة الحسيمة. وفي ختام هذه الخرجة، توعد نشطاء الحراك بتصعيد الأشكال الاحتجاجي خلال الأيام المقبلة، مؤكدين على ضرورة التعبئة القوية لمحطة أربعينية محسن فكري، التي سُتخلد بمدينة الحسيمة، خلال الشهر القادم.