بعد السنوات العِجافِ التي أَتَتْ على نتائج فريق شباب الريف الحسيمي و التي لَوْلَا تحريك الخطوط الهاتفية اللاسلكية في الأوقات بَدَلَ الضائعة لَهَوَتْ بالفريق منذ زمان إلى حيثُ تتبارى فِرقُ الدرجة غير المصنفة في الوقت الذي استفاد من ميزانيات ضخمة بملايير السنتيمات تصَرَّفتْ فيها و العلمُ لله كيفَ تَمَّ تصريفُها، المكاتبُ المسيرة المتعاقبة عليه و القادمة كلها من حزب وحيد يمارس التحكُّم في الأرض و السماء... عندما يَنْبِس الصغير بكلمةِ فريق شباب الريف الحسيمي و يَتلقَّفُهَا الكبير و يُردِّدٌها التاجر و الفلاح و الطبيب، فإن الجميع يَقصد و يَعني و يَفهمُ بِمَا لا يدعُ مجالا للشك أنَّ الأمر يتعلق بفريق كلِّ الحسيمة، بكاملِ رجالها و نسائها، شبابها و شيبها و ليس بفريقٍ يمثل حزبا واحدا يٌعَيِّن مكتبا مسيرا كلَّ عام عُنْوَة، يتعاقب عليه أعضاءٌ غالبيتهم حزبيون من حزبنا المُعَظَّم، يتناوبون على تَقَلُّدِ المسؤوليات كل مَوْسم، يتبادلون أسماء الكراسي فيما بينهم، يُدغدغون عواطف الناس و ينامون في غُرف الخمسة نجومٍ، يتعاقدون بِتِلْكُمُ الطرقِ مع الضيوف بمبالغَ كبيرةٍ ليلعبوا فوق ملعب مدينتنا البلدي، يحتقرون كل لاعب محلي ذُو فنٍّ كُروي و موهبة ثم عند الهزيمة يتباكون و يندَسُّون مثل أَيَّمَا نعامة... في الموسم الكروي الماضي، تَدفَّقَت على الفريق ميزانيات ضخمة من المؤسسات المنتخبة و الشركات المحتضنة للفريق قُدِّرت بأكثر من مليارين حسب قولهم، تم تخصيصها فيما بين لاعبٍ و مُسَيِّرٍ لأقَلَّ من خمسين فردا و هي ميزانية جدُّ ضخمة إذا ما قارنَّاها مع الميزانية السنوية لبلدية الحسيمة و التي لا تتعدى سبع مليارات سنتيم تُخَصَّصُ لساكنةٍ نَسَمتُها سِتّون ألفا، و الأسوأ من ذلك أنَّ الفريق لا يحصل إلاَّ على نتائجَ كارثيةٍ و ريحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ آخرَ كُلِّ موسم كروي... مباشرة بعد تلاوة التقرير المالي في الجمع العام الأخير لفريق النُّخبة الحزبي و تسجيل عجز قُدِّرَ بحوالي مليار سنتيم و هي بشكل مُبَسَّط تعني ألف مليون، تُبين و بكل ألوان الطيف التَّخَبُّط و سوءَ التسيير لآلاف الملايين هذه و هي أموال في غالبيتها تُنْزَع من ميزانيات كانت سَتُوَجَّهُ للبِنْيات التحتية و الخدمات المُقدَّمة للسكان المحليين دُونَمَا أيِّ حساب و عقاب... تَمَّ انتخاب رئيس جديد للفريق و كانت من نصيب رئيس جماعة أجدير المنتمي للحزب المعلوم أُوكِلَتْ له مهمة اختيار مكتب مسير للفريق، و مرة أخرى يتم الاستعانة بمُنْتمِيِي نفس الحزب المُتحكِّم بل و الطّامة الكبرى أنه تمَّ إقحام نصف أعضاء المكتب من مدن غير الحسيمة كحالة نائب أمين المال الذي يشغل مهمة نائب رئيس بلدية الناظور و آخرين من طنجة و هولندا و كأن أمهات الحسيمة لم يَلِدْنَ مَن سَيُسَيِّرُ فريقا أو يلعب كرة... قبل انطلاق الموسم الكروي الحالي تَمَّ الشروع في جَلْب اللاعبين و المدرب و التعاقد معهم بصفة ارتجالية تَغْلُب عليها العاطفة و القرار الوحيد و تَم صرفُ أموال طائلة على فنادق مصنفة بِمُدن المغرب لإجراء مقابلات ودية...و في أول لقاء رسمي انهزم الفريق و تَجَرَّعَ المرارة، قيل يومَها إن الأمر لا يَعْدُو أن يكون إلا مجرد تكتيك و سياسة، في المقابلة الثانية انهزم فريق حزبنا برباعية نظيفة و اختفى السادة المسيرون و ارتبكوا في الكلام و بدأ القاصي و الداني في القيل و القال... الناس لا يريدون كُرةً تُصْرَفُ عليها ملايير كثيرة، و لا مكتبا مُسَيِّرا أعضاؤه من مدن بعيدة يمثل في أقصاه حزبا متحكما وحيدا، و لا لاعبين يمثلون الحسيمة يأتون من خارج المدينة... عفوا و لا رئيسا مُعَيَّنًا يقوم بتسريح لاعبينا و يمنح غِلَّتَنَا لِغَيْرِنَا...