مناسبة هذا الكلام هي تكاثر الحملات المغرضة بشخص المجاهد الأمير محمد بن عبد الكريم في الراهن بشكل لم يسبق مذ وافته المنية، فقد سبق أن نشرت جريدة مغربية خبرا فيه اتهام للأمير بالخيانة والعمالة للإسبان...لتتوالى الهجمات تلو الأخرى، وهنا يحق لكل منا أن يتساءل: هل فعلا يوجد حاقدون على رجل أفنى حياته مجاهدا لرفع راية الحرية والتعايش ونشر العدالة الاجتماعية، مع أن هذه كليات اتفقت على اعتبارها البشرية على اختلاف المشارب وأساليب المقاربة للقضايا؟ . أولم يمكروا بصاحب الرسالة( عليه الصلاة والسلام) الذي رفع راية إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد؟ أولم يقاتلوه ويخرجوه مع ما جاء به؟ نعم فعلوا!،وهنا تبرز أمامنا قولة للأمير بالريفية، نشرها الأستاذ محمد أمزيان على صفحته هي "أَذِقْضَاأُوقاطاصْ،أُوقَطِّينْيِطَانْ"، معناها: سينتهي الرصاص ولن تنقرض الكلاب، وإذا نحن فتحنا مجال التأويل أو بالأحرى التفسير لبسط المعنى الخفي الذي سيقت من أجله قولة الأمير، مستحضرين السياق التاريخي ( فترة مقاومة العدو الخارجي )، نرمي إلى أن المقصود هو صعوبة القضاء على الخونة( الكلاب)، أعداء المشروع الجوانيين ( الجواني بمعنى الداخلي الذي يقابله البراني : الخارجي)، وذلك لكثرتهم ولصعوبة تبينهم ، خلاف العدو الخارجي الذي يبسط بندقيته ويحارب، مع أن الكلاب في واقع الأمر ليست رمزا للخيانة، فمن كان له كلب أمن مكر الناس كما تقول العرب. ولا يسع المقام هنا للحديث عن فضائل الكلاب، بل يكفي أن أدعو القارئ الكريم إلى كتاب ألفه المؤرخ والأديب المعتزلي محمد بن عمران المرزباني سماه " فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"، لكن العوائد جارية على رمي الخائن بالكلب، وهذه قرينة كافية لبيان المعنى المراد من القولة، وما ينبغي أن يشار إليه في هذا المقام أن الخونة الذين يقصدهم ابن عبد الكريم هم أعداء مشروع التحرر والانعتاق، فقد كانوا معه في جيشه يحاربون وبجواره ينامون، وهم أيضا موجودون في كل مكان وفي سائر الأزمنة، وينتهي دون القضاء عليهم كل الرصاص !، يتكاثرون بتكاثر المصالح والمغريات، وحين خاض الأمير هذه المعركة ( تحرير الإنسان )، كان يدرك أن خصومه باقون بقاء مشروعه، وما هذه المحاولات إلا أمارة تخفي كثيرا من الحقد لحملة المشروع، واليوم وقد تغيرت الظروف وجليت أسلحة أفتك بالإنسان من الرصاص، من قبيل الإعلام والتشهير، فإنه ينبغي أن يحارب الخونة عن طريق التشهير بهم وإظهار نواياهم الخبيثة للفتك بالأمير وبمشروعه الباقي، " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"سورة الانفال الآية 30.