أسدلت الغرفة الابتدائية، بمحمكة الاستئناف بالناظور، اول أمس الأربعاء، الستار على المرحلة الأولى في قضية التلميذة القاصر “أميمة”، التي تعرضت للاختطاف والاغتصاب على يد شخص من ذوي السوابق العدلية، حيث قضت المحكمة بالسجن المؤبد في حق الجاني الملقب ب”ديكو”، بعد أكثر من 6 أشهر من اعتقاله. وقبل إصدار المحكمة لحكمها، خرج عدد من نشطاء المجتمع المدني الداعمين للتلميذة “أميمة”، التي كانت تتابع دراستها بإعدادية الفطواكي، في وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة إلى جانب أفراد من عائلة الضحية مطالبين بإنزال أقصى العقوبات في حق الجاني، بالنظر إلى العمل الشنيع الذي اقترفه في حق تلميذة بريئة. المحاكمة استمرت من التاسعة صباحا إلى غاية السادسة مساء، حيث دفع دفاع الضحية في اتجاه تشديد العقوبة، وهو التوجه الذي سلكه أيضا ممثل النيابة العامة بالنظر إلى الأعمال الخطيرة التي ارتكبها المتهم. وكشف محامي الضحية عبد المنعم فتاحي، في اتصال هاتفي مع “اليوم24″ أن الجاني الذي اختطف الضحية تحت التهديد بالسلاح الأبيض أمام الناس، ارتكب أعمالا وحشية لتنفيذ جرائمه، سواء جريمة الاختطاف أو الافتتضاض أو الاحتجاز، هذه الوحشية وفق المصدر ذاته دفعت بقاضي التحقيق لأول مرة منذ عام 1993 إلى متابعة الجاني بالفصل 399 من القانون الجنائي، الذي ينص على عقوبة الإعدام، إلى جانب فصول أخرى تصل عقوبتها إلى السجن 30 سنة، وبحسب المصدر نفسه فإن هذه المرة الأولى التي يُعمل فيه هذا الفصل من جانب قاضي التحقيق في المتابعة بعد قضية “الكوميسير” ثابت. وفي السياق نفسه، أكد كمال شيلح، أحد أعضاء لجنة دعم الضحية، أن الحكم خلف ارتياحا كبيرا وسط المتابعين وعائلة الضحية “نحن نريد أن يكون هذا الشخص عبرة لكل من سولت له نفسه الاعتداء على أطفالنا”، يضيف شيلح في اتصال هاتفي مع “اليوم24″. وعن حالة الضحية في الوقت الراهن، أكد محاميها أنها لاتزال تعاني من مضاعفات الجرائم التي ارتكبت في حقها، مبرزا أنها بمجرد ذكر القصة أمامها تصاب بإغماء، وفي هذا السياق، يؤكد شيلح، أيضا أن أعضاء اللجنة يقومون بمجهود لتعود أميمة إلى حالتها الطبيعية، مؤكدا أن اللجنة ستدعمها إلى غاية استنفاذ المسار القضائي، ولم يفوت الفرصة دون توجيه الشكر لكل من ساندها في هذه المحنة، خصوصا دفاعها. وتجدر الإشارة إلى أن واقعة اختطاف واغتصاب التلميذة أميمة كانت قد أثارت موجة من الغضب بمدينة الناظور، حيث سبق لزملائها وأفراد من عائلتها ومجموعة من المساندين لها، أن خرجوا في احتجاجات مطالبين بتسليمهم الجاني بعد اعتقاله للقصاص منه.