يستعد السينمائي الشاب المهدي الإدريسي ومجموعة "السابعة للفنون"، وهي تجمّع صغير لخرّيجي معاهد السينما من ورزازات ومراكش، لانتاج فيلم قصير عبارة عن شريط وثائقي حول "حرب الريف" خلال بداية عشرينيات القرن الماضي. الفيلم القصير، الذي يعكف هؤلاء الشباب على تصويره حالياً، يتطرّق إلى الشرارة الأولى التي مهّدت لحرب الريف (1920) ومعركة أنوال (1921)، وهي معركة "دهار أوباران" التي قُتل فيها نصف الحامية العسكرية الإسبانية. ولم يركّز العمل على المعركة بذاتها، ولكنه ينطلق من حكاية مقاوم مغربي كان يناضل ضد الاستعمار الفرنسي، وما يلبث أن يسمع بقدوم المستعمر الإسباني، فينتقل إلى عين المكان كي ينضم إلى جيش عبد الكريم الخطابي. ويتناول الشريط الحياة اليومية للمحاربين الذين رافقوا الخطّابي في معركته الكبرى ضد المستعمر، كما يبرز دور المرأة الفاعل في الحرب، الذي تخطّى حمل السلاح إلى المشاركة في العديد من مسارات حرب الريف وما بعدها. ويعتبر المخرج والتقني سليم القادري، في حديث إلى موقع "العربي الجديد" أن طريقة الاشتغال الفيلمي في عمل يعود إلى شخصية تعتبر أيقونة في نضال المغرب ضد الاستعمار، يجب أن يوازيها اجتهاد تقني وجمالي وهو ما كان فريق العمل واعياً به.