حذر تقرير جديد حول «هجرة المقاتلين المغاربة المتحدرين من مدن الشمال إلى سوريا والعراق»، من «الذئاب المنفردة»، مؤكدا أن المواكبة الميدانية لظاهرة الإرهاب تفيد أن العديد من الأفراد في هذه المدن مازالوا متشبعين بالفكر الداعشي، وهو ما يعني تحولهم إلى «ذئاب منفردة»، تماشيا مع النمط الجديد الذي أضحى يتبعه تنظيم «داعش». وقال التقرير الذي أصدره مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إنه رغم تسجيل انخفاض عدد الملتحقين بجبهات القتال ما بين فاتح يناير و30 يونيو الماضي، ورغم استمرار تفكيك الخلايا الإرهابية، إلا أن هذه المواكبة الميدانية أظهرت خطورة وجود ذئاب منفردة بيننا. وحسب التقرير نفسه، فإن معدل المهاجرين إلى سوريا والعراق من مدن الشمال انخفض إلى 3 في الشهر بعد أن كان يصل إلى 35 مقاتلا يغادرون شهريا، مضيفا أن 62 في المائة من الملتحقين بجبهات القتال ذكور، وضمن النسبة المتبقية للإناث طفلتان، إذ التحقت أسرتان بسوريا عبر تركيا، بعد أن ركز تنظيم «داعش» على توجيه خطاب عاطفي إلى النساء باعتبارهن عائقا في هجرة الأزواج والأبناء، ولهذا أفرد لهن «بحثا خاصا» تحت عنوان «دور النساء في جهاد الأعداء». وقال التقرير إن بعض المنتسبات إلى هذا التنظيم الإرهابي عملن على إنشاء المئات من الحسابات الفايسبوكية تحت أسماء مستعارة تدعو فيها إلى الالتحاق بأرض الشام. وكشف التقرير ذاته أن 62 في المائة من المقاتلين الملتحقين هم من الفئة العمرية المتراوحة بين 18 و25 سنة وهي فئة الشباب، مقابل 18 في المائة أطفال و4 في المائة تتراوح أعمارهم ما بين 26 و 35 سنة. وفي ما يتعلق بالمستوى الدراسي، فأكد التقرير أن 37 في المائة من الملتحقين ب»داعش» هم من ذوي المستوى الدراسي العالي، ثلاثة منهم حاصلون على شهادات «الماستر» في تخصصات تقنية، والثلاثة الآخرون يتابعون دراستهم في شعب علمية، و25 في المائة تعليم ثانوي ومثلها تعليم ابتدائي، فيما 13 في المائة دون أي مستوى تعليمي. 25 في المائة من الملتحقين ب»داعش» يشتغلون، يقول التقرير نفسه، في مهن هامشية من قبيل مساعد تاجر، وبائع فطائر، وجباص، فيما جميع الإناث هن ربات بيوت، مقابل 19 في المائة ما زالوا يتابعون دراستهم، وهي النسبة نفسها ممن يشتغلون ضمن مؤسسات كأطر عليا، ويتلقون أجورا مرتفعة، أحدهم بالمحكمة الابتدائية، والآخر مدير شركة للمعلوميات، والثالث مستخدم بشركة بالمنطقة الصناعية. وحسب التقرير ذاته، فإن مصادر القيادة والزعامة للمقاتلين المغاربة بسوريا والعراق تنقسم إلى صنفين اثنين، أولها برز من خلال ما أبان عنه من رباطة «الجأش»، وقوة المواجهة والدفاع في المعارك العسكرية، وهو ما أهله لاحتلال مكانة بارزة في القيادة العسكرية للتنظيم، وعلى رأسهم أبو عبد العزيز المحدالي، البالغ من العمر 25 سنة، والمعروف بالأمير أبو أسامة المغربي، ابن مدينة الفنيدق الذي عين أميرا عسكريا، وقتل في مارس من السنة الماضية، ثم الأمير أبو البراء المغربي، ويتحدر أيضا من الفنيدق، وهو الاسم الحركي الذي يرجح أن يكون قد منح لعبد الرحمان العافية. أما الصنف الثاني فبرز كوجه إعلامي من خلال توظيفه المتميز لوسائل الإعلام المختلفة، وعلى رأسها المواقع الإخبارية الإلكترونية، ما أهله في كسب نقاط قوة مكنته من التقرب لقيادة تنظيم أبو بكر البغدادي، والترقي السريع في الرتب العسكرية والإعلامية، وعلى رأسهم أشرف أجويد، المتحدر من المضيق، المعروف حركيا بأشرف الأندلسي القرشي الحسيني. والتحق أشرف بالهيأة الإعلامية التي تتكلف بنشر إيديولوجية التنظيم وينشط بشكل مكثف على الموقع الإلكتروني التابع لداعش المنبر الإعلامي الجهادي وشبكات التواصل الاجتماعي، ثم محمد حمدوش، ابن الفنيدق، المعروف بكوكيتو أو قاطع الرؤوس الذي مكنته التهديدات الإرهابية المتعددة لكل من المغرب وإسبانيا على شبكة «اليوتوب» ومواقع التواصل الاجتماعي من الترقي إلى رتبة أمير، إذ يترأس كتيبة مكونة من حوالي 300 مقاتل بولاية حلب بعدما كان مجرد مقاتل عاد داخل التنظيم.