كشف الحسين الوردي، وزير الصحة، أنه عندما أراد الالتحاق بكلية الطب، لم يكن يملك مالا للسفر من بلدته ميضار إلى الرباط قصد التسجيل في الكلية، لأن والده توفي ولم يترك أي مال أو إرث، وأن والدته اضطرت إلى بيع زربية لتوفير مصاريف تنقله إلى الرباط. وأضاف الوردي أن والدته منحته 300 درهم، حصلت عليها من بيع الزربية، ليستقل الحافلة من الناظور نحو الرباط للتسجيل في كلية الطب، وفي أول ليلة قضاها في الرباط، في غرفة مع بعض الطلبة، اضطر إلى النوم على مقاعد. وأشار الوردي، خلال استضافته في برنامج “حديث رمضاني”، الذي بث أمس الجمعة (3 يوليوز)، على إذاعة ميد راديو، إلى أن أخاه الأكبر هو من تكلف بإعالة الأسرة بعد وفاة والده، مؤكدا أنه عاش طفولة قاسية جدا. وقال وزير الصحة إنه يتذكر كيف كان يستيقظ باكرا ويقصد المحل التجاري لاقتناء سكر أو شيء آخر، فكان صاحب المحل يعاتبه لأنه كان يستعمل “كارني ديال الكريدي”. وأكد الوردي أن حلمه في الطفولة كان هو أن يصبح طبيبا مثل والده، الذي درس في إسبانيا، ولذلك درس بدوره الطب، وفي مرحلة الدراسة كان يعيش من المنحة الجامعية التي قال إنه “كنت كنشيّط منها، باش ندوز شوية ديال العطلة فالحسيمة ونتسارا شوية فالناظور”. وخلال مرحلة دراسته، يضيف الحسين الوردي، إنه كان يمارس نشاطين اثنين، المطالعة والسياسة، مشيرا إلى أنه انخرط في حزب التقدم والاشتراكية في أواخر السبعينات، وخلال هذه الفترة كان يعمل، بين الفينة والأخرى، بائعا للصحف و”كل ما كنجنيه من بيع الجرائد، كنت كنقدمو للمسؤول عن الخلية التابعة للحزب”. وأوضح الحسين الوردي أن أول أجر تقاضها بعد أن عمل طبيبا داخليا في المركز الصحي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، لم يتجاوز 1150 درهم. كما تحدث الوردي، خلال اللقاء، عن عشقه للرياضة، وقال إنه في مرحلة الشباب كان يمارس رياضة كرة اليد وكرة القدم، وكان لاعبا في فريق “هلال الناظور”، ثم “المغرب الرباطي”، وبعد ذلك التحق ب”الفتح الرباطي”. وكشف الوردي أنه من مشجعي وعشاق فريق الوداد البيضاوي، وبأنه كان يحضر العديد من مباريات الرجاء والوداد رفقة ابنته وزوجته، لكن أعمال الشغب التي صارت تعرفها هذه المباريات صارت تمنعه من القيام بذلك.