ولادة عسيرة ميزت تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة لدراعه الشبابي. فقد تسبب الصراع حول مناصب أجهزة التنظيم الشبابي الى بلوكاج حقيقي كادت يعصف بالتنظيم الوليد في مهده. منصب الكاتب العام الوطني والعضوية بالمكتب التنفيذي أسال لعاب العديد من الأعضاء ، ونشبت خلافات حادة بين ممثلي الجهات حول كيفية انتخاب اعضاء المكتب التنفيذي وعدد الاعضاء المخصصين لكل جهة، بل أكثر من ذلك هددت بعض الفروع بالانسحاب من المؤتمر التأسيسي بسبب عدم تطبيق التكافؤ في عدد المؤتمرين والممثلين داخل المجلس الوطني. لكل ذلك، تم تأجيل انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي والكاتب العام لشبيبة الأصالة والمعاصرة إلى نهاية الشهر الجاري، بعدما كان مقررا إجراءه يومي يومه الأحد بالرباط، وهو ما سيفتح المجال لشخصيات وازنة في الحزب للتدخل لرأب الصدع بين مختلف الأطراف والتوصل الى توافق بين مكونات المجلس الوطني. المؤتمر الذي نظم تحت شعار «وعي شبابي في مواجهة سيف الظلام»، حضره مصطفى بكوري الأمين العام للحزب، و حكيم بنشماش رئيس المجلس الوطني، وعضوات وأعضاء المكتب السياسي، برلمانيات وبرلمانيي الحزب بالغرفتين، وعدد من مناضلات ومناضلي الحزب، والمئات من المؤتمرات والمؤتمرين الذين يمثلون كافة جهات المغرب، إضافة إلى حضور فعاليات من أطياف سياسية متعددة، ووجوه من عالم الفكر والثقافة والفن، وضيوف يمثلون عدة مؤسسات وهيئات من داخل الوطن وخارجه وحخاصة من فلسطين، تونس، اسبانيا، الباراغواي، فرنسا. باسم المكتب السياسي ألقى عزيز بنعزوز عضو المكتب السياسي ورئيس قطب التنظيم لحزب الأصالة والمعاصرة، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التأسيسي لمنظمة شببية الأصالة والمعاصرة، صبيحة أول أمس السبت، بقاعة ابن ياسين بالرباط، ودعا خلالها شابات وشباب الحزب إلى رفع لواء النضال والكفاح ضد الظلام الفكري والسياسي الذي تعيشه المنطقة المغاربية والعربية والمغرب من بينها، وذلك عبر نشر قيم المواطنة والسلوك الديمقراطي لبناء مجتمع عقلاني ومتنور، ضد خصم قوي بإيديولوجيته التي تستغل الدين لتغليط الناس، مشيرا إلى أن «هذا الخصم قوي بلغة النار والسيف وهو قريب من بلدنا. هذا الظلام زحف على الجميع حتى وصل إلى الحكومة». تماما كما هو الشعارات التي رفعت في الجلسة الافتتاحية، كالت كلمة المكتب القد لرئيس الحكومة، حيث طالب بنعزوز «من رئيس الحكومة قول الحقيقة للمغاربة وتحديد موقف حزبه وحركته الدعوية مما يحدث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن الإرهاب ومن الجرائم المقترفة ضد شعوب المنطقة باسم الدين، ضاربا المثال بالموقف الخطير الصادر عن أحد أبرز قيادات حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية حين كفَّر كل من يحارب “داعش». لكنه دعا شبيبة الحزب «إلى عدم الدخول في وهم الصراع الأخلاقي الذي يتمثله الحزب الأغلبي».