نفى وزير الصحة المغربي الحسين الوردي ارتفاع نسبة المصابين بالمرض الفتاك "السرطان" في منطقة الريف شمال المغرب مقارنة مع باقي مناطق المغرب. الوزير المنحدر من الريف قال خلال لقاء جمعه يوم أمس الجمعة بعدد من البرلمانيين والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني بمقر العمالة بالناظور، أنه ليس هناك أي دراسة علمية تؤكد ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان في الريف. وأضاف الوردي خلال ذات اللقاء وفق ما تناقلته منابر إعلامية محلية أن هذا لا يعني نفي ما يروج عن كون الغازات السامة التي قصفت بها المنطقة من مسببات ارتفاع عدد المصابين بالسرطان"مشيرا انه يترأس لجنة تعمل على إنجاز تقرير حول مرض السرطان بالمغرب سيعلن عن نتائجها فور الانتهاء منها على حد تعبيره. كلام الوردي يتنافى وما اكده اكثر من مرة العديد من الاساتذة والباحثين في الموضوع وكان اخرها "رسالة التجمع العالمي الامازيغي إلى الملك الإسباني فيليبي السادس التي سجل فيها أن ما يقارب 80٪ من المرضى بالسرطان الذين يتوافدون اليوم على مستشفيات الرباط للعلاج ينحدرون من منطقة الريف". ويربط الباحثين في الموضوع انتشار مرض السرطان بالريف والغازات السامة التي قصف بها خلال عشرينيات القرن الماضي من طرف الاستعمار الاسباني وحلفائه. واشارت عدة دراسات قام بها خبراء في مجال علم الوراثة تفسر كيف أن آثار المواد المستخدمة في تلك الحرب من "إيبيريت، وغاز الخردل والفوسجين والديسفوسجين والكلور وبيكرين" تسببت في الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية. ويتساءل المتتبعين للموضوع عن الأسباب التي يمكن أن تفسر الصمت الرسمي المغربي عن هذا الملف الذي تتجنب كل من الدولتين المغربية والاسبانية طرحه في العلاقات الرسمية والدبلوماسية بينهما.