أفردت جريدة «إلباييس» الإسبانية الواسعة الانتشار مقالا مطولا للحديث عن موضوع الغازات السامة التي قصفت بها إسبانيا بالتعاون مع فرنساوألمانيا مناطق الريف في العشرينيات من القرن الماضي. المقال الذي صادف الاحتفال باليوم العالمي للسرطان حمل المسؤولية المباشرة للغازات السامة في انتشار داء السرطان القاتل في صفوف الريفيين، إذ اقتبست الصحيفة مقطعا من كتاب للباحث ميمون الشرقي جاء فيه أن 50 في المائة من الأطفال و80 في المائة من البالغين الذين يتوافدون على المركز الأنكولوجي للسرطان بالرباط يتحدرون من منطقة الريف بسبب تأثيرات غاز الخردل القاتل. وبينما ما يزال الجدل قائما حول تورط تحالف إسبانيا-فرنسا- ألمانيا في حرب «إبادة» ضد السكان الريفيين تطرقت الجريدة إلى تأثيرات الغازات السامة على حياة السكان، مستندة في ذلك على كتاب ميمون الشرقي الذي جمع، استنادا إلى الصحيفة، وثائق مهمة حول حرب الغازات السامة والتي تثبت مسؤولية إسبانيا في هذه الحرب، بالإضافة إلى فرنساوألمانيا. المقال الذي عنونته الجريدة الإسبانية ب»السرطان يواصل قصف الريف» وضع إسبانيا في قفص الاتهام بالاستناد إلى شواهد عديدة في مقدمتها شهادة ألفونسو الثالث عشر، التي تلت هزيمة الجيش الإسباني في معركة أنوال الشهيرة، إذ قال حسب ما تقول الصحيفة دائما، لابد من «إبادة الريفيين كما تباد الوحوش الخطيرة دون أي رحمة أو استحضار للبعد الإنساني لأنهم في الأخير أعداء يجب قصفهم بالغازات السامة».