تحت شعار "من أجل رد الإعتبار للعمل السياسي" افتتحت عشية اليوم السبت 14 فبراير الجاري، أشغال المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بالحسيمة، تحت إشراف الكاتب العام للحزب إدريس لشكر، وبحضور مجموعة من أعضاء الحزب على المستوى الوطني والمحلي. واستهلت أشغال اللقاء بكلمة ليوسف الصديقي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أكد خلالها أن هذه المحطة التنظيمية تأتي في إطار إعمال توصيات المؤتمر الوطني التاسع و تُجسد عافية الحزب وإستمرارية حركيته. ومن جانب شنّ الكاتب الإقليمي للحزب بالحسيمة، امحمد الناجي، هجوماً لاذعاً على حكومة عبد الإله بنكيران، مؤكداً أن المغرب لم يشهد مثيل لهذه الحكومة "التي لا تعرف سوى الزيادة في الأسعار وقمع الحريات والتقليص من الميزانيات وفرص الشغل". وإستحضر الناجي في معرض كلمته الواقع السياسي بالإقليم، الذي قال أنه يستم بالميوعة وإنهيار القيم، الشيئ الذي أثر سلباً على النهوض بالمنطقة، مُشيراً إلى أن الحسيمة أُبتُليت بلوبيات تسعى إلى السيطرة على كل المشاريع التنموية، في الوقت الذي لم تُنتج فيه المجالس المنتخبة بالإقليم سوى التردي على جميع المناحي بسبب إفتقارها إلى نخب مُتمكنة بالممارسة التي تستوجبها المسؤولية الملقاة على عاتقها. البرلماني الإتحادي عبد الحق أمغار، أدلى بدلوه في أشغال المؤتمر الذي إعتبره رابطة بين ماضي الحزب وحاضره ونقطة مفصلية في تاريخ الإتحاد الإشتراكي بالمنطقة، ودعا في هذا الصدد إلى جعل هذه المحطة مناسبة لتجاوز الخلافات ورص الصفوف. وفي الشأن الإنتخابي شدّد امغار على ضرورة حياد الإدارة ومواجهة التحكم الإنتخابي، "الذي لن يُسعف في تنمية المنطقة وسيُكرّس التوتر" يُضيف أمغار، مُعتبراً أنه ليس من حق أي حزب سياسي إدعاء تمثيله للمنطقة. ومن جهته تفضّل الكاتب العام للحزب إدريس لشكر، بكلمة إستهلها بإستحضار مجموعة من المحطات التنظيمية التي تقاسمها مع أبناء الحسيمة لا سواء في حزب الإتحاد الإشتراكي أو نقابة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، و إستفاض بعد ذلك في الحديث عن جملة من المواضيع التي تهم الشأن العام الوطني والمحلي، خاصة الموضوع الراهن المتعلق بالتقسيم الجهوي، حيث أكد أن التقسيم الترابي لا يجب أن يقوم على الهاجس الأمني، وفي نفس الوقت لا ينبغي أن يكون تقسيم إثني، داعياً إلى جهوية تضمن الكرامة والحرية والعادلة للمواطنين. ولم يفوّت لشكر الفرصة ليُهاجم خصمه السياسي بنكيران، الذي إتّهمه بتحويل الجلسة الشهرية للبرلمان إلى حلبة للسرك، مُعبراً عن آسفه لما ألت إليه المكاسب التي جاء بها الدستور الجديد، من بينها الجلسة المذكورة التي عوض أن تكون مناسبة لمسائلة رئيس الحكومة حوّلها الأخير إلى جلسة لمسائلة الجميع وتوزيع السباب والقذف شمالاً وجنوباً يُردف لشكر. و تُجدر الإشارة إلى أن أشغال المؤتمر ستتواصل يوم غد الاحد، حيث سيتم إنتخاب الكاتب الإقليمي وباقي أعضاء الكتابة.