في بحث ميداني قام به "مرصد الشمال لحقوق الإنسان "حول المواصفات السوسيوديمغرافية للشباب المقاتل بسورياوالعراق والمنحدرين من شمال المغرب، وهل الأسباب الدينية أم الدنيوية هي التي تقف وراء انضمامهم إليها؟ ، خلص المرصد إلى نتائج يعتبرها هي العامل الرئيسي وراء إقدام هؤلاء الشباب على الهجرة من أجل الجهاد في بلاد العراق و سوريا . فحسب المرصد الشباب الذين سافروا إلى سوريا و العراق ، لا تتعدى أعمارهم 30 عاما، هذا يعني أن الخصوصيات البسيكوسوسيولوجية التي تتميز بها هذه الفئة من بين أسباب الهجرة تحو القتال، كذلك المستوى التعليمي المتدني مما يدل على أن قصور التفكير عند هذه الفئة يجعل مهمة توجيهها من طرف الجماعات المتطرفة نحو القتال أمر سهل، من جهة أخرى فالمستوى المادي كون أغلب الشباب ينحدرون من عائلات فقيرة مع وجود حالات قليلة لأشخاص ميسوري الحالة له تأثيره . كما أشار المرصد إلى مسألة غياب التأطير السياسي و الجمعوي مما يضع الأحزاب و الجمعيات في قفص الاتهام لمساهمتها الغير مباشرة في ترك هؤلاء الشباب عرضة لأفكار الهدامة بسبب عدم قيامها بدورها في التأطير، هناك أيضا مسألة البحث عن تحقيق الذات من خلال الأوهام التي يتم تصديرها عبر بعض الفيديوهات التي تظهر رغد العيش الذي ينعم به "المجاهدون ". المرصد تحدث في تقريره كذلك عن كون التهميش الذي عرفته منطقة الشمال من طرف السلطات المركزية، وعدم استفادة أبنائه من برامج للتنمية جعل النسبة الأكبر من المقاتلين ينتمون لهذه المنطقة، مما يجعل الدولة تتحمل المسؤولية بطريقة غير مباشرة في تكوين مقاتلين يتبنون الفكر الجهادي، كذلك غياب التأشيرة نحو سوريا و تساهل السلطات المغربية في بداية الثورة السورية مع المقبلين سهل عملية التنقل، أخيرا الإغراءات التي تقدمها الدولة الإسلامية المعروفة إعلاميا " بداعش" من رواتب و منافع في الدنيا و الأخيرة تجعل الشباب ينفرون هربا من الفراغ و البطالة و التهميش الذي يلقونه في مدنهم بالشمال .