افتتح المقهى الأدبي تارجيست موسمه الأدبي 2014-2015 باستضافة وجه رائد من وجوه الرواية بالمنطقة الشرقية من المملكة خاصة و على الصعيد الوطني بصفة عامة. إنه الروائي و الشاعر محمد العرجوني في حفل تقديم و توقيع روايته التي ذاع صيتها على المستوى الوطني، المغاربي و العربي “أمفيون، الرقم المهني 4892″. ترأس الجلسة الأستاذ الجليل محمد عزوزي الذي بدأ بتوطئة شكر فيها ضيوف المقهى الكرام الذين لم يتوانوا عن تكبد مشقة السفر لمشاركة مثقفي مدينة تارجيست أفكارهم و قراءاتهم في الرواية المذكورة سالفا ثم سيرة ذاتية للتعريف بالكاتب و الشاعر محمد العرجوني بعدها سلم الكلمة لرئيس جمعية المقهى الأستاذ بوجمعة الكريك الأدبي بتارجيست الذي أكد أن الجمعية سائرة في الطريق السليم نحو نشر ثقافة الكتاب بين شباب المنطقة و رد الاعتبار للمثقف في مجتمع طغت عليه الثقافة الرقمية. ولم يفت رئيس الجمعية أن ينوه بالحضور الكريم الذي أبدى استجابته لدعوة الجمعية. جاءت بعد ذلك مداخلة جد قيمة للناقد الدكتور الحسين الشايط أدلى خلالها بقراءة مرتجلة في رواية محمد العرجوني أفاد من خلالها أن الرواية تجسيد متنوع لمعاناة فئة المنجميين بمدينة جرادة في تمازج تام بين الحقيقة و الخيال. الحقيقة في شخص أب الروائي الذي أفنى عمره في الحفر و استخراج الفحم من باطن الأرض و الخيال من خلال استعمال الأسطورة كإطار تتحرك في مجاله شخصيات الرواية. تلت مداخلة الدكتور الشايط قراءة بلغة موليير للأستاذ المحترم بوعلام حمدوني و التي عنونها ب: “Le fantastique à travers le réel dans Amphion” .مداخلة صفق لها الحضور بحرارة . أما الأستاذ الكريم إسماعيل بشير العلمي فقد انصبت قراءته على الجانب التاريخي في الرواية مستندا في ذلك على الكندي في سرد مكامن الاختلاف في حقيقة و ماهية أسطورة “أمفيون”. آخر مداخلة كانت للروائي محمد العرجوني الذي لم يخف سعادته بالحضور للمرة الثانية لمدينة تارجيست و تواجده بين اثنين من تلامذته النجباء : الأستاذ بوجمعة الكريك و الدكتور المتألق الحسين الشايط، و في كلمته فسر للحاضرين كيف تشكلت رواية “أمفيون” و كيف أصبحت تتكلم بصيغة الجمع لأنها قربت للمتلقي تشكيلات مختلفة لمعناة منجمي الفحم في مدينة جرادة الصامدة… و بأن تلك المعاناة هي مصدر إلهامه في إصدار هاته الرواية التي لاقت شعبية كبيرة على الصعيد الوطني. تم بعد ذلك فتح المجال لمداخلات الحضور التي عبرت في مجملها عن شغفها بمثل هذه الأنشطة الثقافية التي من شأنها تقويم السلوك الإبداعي و الحث على مرافقة الكتاب و الاحتكاك بتجارب الكتاب، الشعراء و النقاد للخروج بالمدينة من عزلتها الأدبية و تفجير الطاقات الإبداعية المتواجدة بها كما ورد في مداخلة الشاعر الأستاذ محمد الشعرة، المسرحي سعيد أبرنوص و غيرهما. و في ختام الحفل تم تسليم درع المقهى الأدبي للروائي محمد العرجوني من طرف الأستاذ محمد الشعرة ثم توزيع الشهادات التقديرية للحضور و الفعاليات المجتمعية التي شرفت الجمعية بحضورها. و كما جرت العادة أخذت صورة جماعية لتخليد هذه المناسبة الأدبية على أمل تجدد اللقاء مع وجه آخر من الوجوه المؤثثة للمشهد الثقافي / الأدبي بالمملكة.