....................................................................... مساء يوم السبت 10 يناير 2009 كان لجمهور المثقفين والمتتبعين للشأن الأدبي بوجدة موعد مع الكاتب محمد العرجوني. وذلك باستضافة من المعهد الفرنسي للشرقي، وحضور نخبة من المبدعين والنقاد المشتغلين على الأدب المغربي المكتوب بلغة موليير ، وقد تميز اللقاء بورقة التقديم و القراءة التي تقدم بها الأستاذ محمد الزايري في متن العمل الروائي المحتفى به. وقد تركز موضوع اللقاء حول رواية " matricule 4892 Amphion" التي صدرت للكاتب محمد العرجوني عن مطبعة الرباط – نيت مع مطلع الموسم الثقافي الجاري ، هذه الرواية النابضة بأنفاس مناجم الفحم بمدينة جرادة، تقع في 146 صفحة أنجز لوحة غلافها الفنان التشكيلي اليزيد خرباش والتقط صورة كاتبها الفنان محمد تاغزوت، وتعود أحداث هذه الرواية التي كتبت في أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم إلى سنوات الستينيات حيث تتناول الواقع المأساوي والنشاط النضالي لعمال مناجم الفحم الشهيرة بمدينة جرادة / شرق المغرب مسقط رأس الكاتب الذي عاش طفولته في قلب الأحداث التي يرويها حتى أن الرواية قد تقاطعت مع السيرة الذاتية للكاتب، إذ ليس عنوان الرواية إلا إحالة لوالد الكاتب محمد العرجوني الذي كان يحمل رقم 4892 بين عمال المناجم ، وليست المقاطع المروية على لسان طفل في الرواية سوى مقتطفات من سيرة الكاتب نفسه ، هذا وتتميز لغة ووقائع هذا العمل الروائي الجدير بالقراءة بقسوة الأنفاق المنجمية وشظف عيش العمال وتلقائية الفعل التواصلي الذي يتأسس داخل ظلمة المناجم بعيدا عن أي تنميق أو تثاقف زائد على اللزوم، كما يتميز هذا العمل الروائي باستلهامه لأسطورة "أونفيون " باني مدينة "تيب" اعتمادا على قوة نغمات مزماره ، حيث كانت الأحجار تتحرك من تلقاء نفسها تحت تأثير نغمات مزمار "أونفيون" لتتشكل في بناء متكامل ، ولعل الكاتب محمد العرجوني قد استلهم الأسطورة تحت تأثير ما يحدثه عملية تنفس عامل الفحم المصاب بداء السيليكوز من أصوات قادرة على بناء مأساة بكاملها. وتجدر الإشارة إلى أن الرواية قد نشرت إبان كتابتها في سلسلة على أعمدة جريدة "ليبراسيون" المغربية. هذا وقد توّج هذا الصالون الأدبي بالنقاش المفتوح بين الكاتب محمد العرجوني وقرائه، حيث قدم الكاتب عددا من الإضاءات الفنية لتقريب الرواية من القراء. وقد تمت في النهاية برمجة لقاء آخر مع الكاتب نفسه يوم 21 فبراير القادم.