أوقعت فرقة الشرطة القضائية بالناظور، بارون مخدرات مسجل خطر في كمين محكم، بعد أن دوخ المصالح الأمنية على مستوى الإقليم لعدة سنوات. ووفق ما استقته «الصباح» من مصادرها، تمكن المتهم من احتكار سوق الهيروين بالجهة الشرقية، وظل لمدة طويلة في حالة فرار في دواوير جماعة فرخانة، بعد أن جند منحرفين لمراقبة تحركات عناصر الشرطة، وهو ما سهل عليه الإفلات من قبضة الأمن مرات عديدة. وأحيل الموقوف المدعو «ح.ف، في الأربعينات» ويلقب ب»بينتاو» رفقة شريكه السبت الماضي على أنظار ممثل النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، وتم إيداعهما السجن المحلي في انتظار عرضهما على غرفة الجنايات الابتدائية بتهم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، والضرب والجرح وحيازة والاتجار في المخدرات القوية. وفي التفاصيل، أفادت المصادر ذاتها، أن عناصر الأمن تحت الإشراف الفعلي لرئيسها، فرضت حراسة مشددة على الأماكن التي يمكن أن يتردد عليها المتهم الذي يوصف ب»الخطير» لمدة تزيد عن الشهر، وتمت مراقبة تنقلاته بالاستعانة ببعض المخبرين، إلى أن ألقي عليه القبض على متن سيارة مزورة، وباءت مقاومته الشديدة في محاولة للهرب بالفشل. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «الصباح» ذكر اسم المتهم على لسان عدد من المروجين للهيروين على صعيد الجهة أثناء التحقيق معهم، وتقدم ضحايا بشكايات ضده من اجل الضرب والجرح وتكوين عصابة إجرامية، وأنجزت عناصر الأمن والدرك في حقه مذكرات بحث على الصعيد الوطني بموجب عدد من المساطر المرجعية. وتمكن الموقوف من جني الملايين من الاتجار في المخدرات بالجملة. وينتمي إلى شبكة عائلية تروج مخدري الكوكايين والهيروين سبق إيقاف العديد من أفرادها خلال السنوات الماضية، وقضى متهم نحبه داخل السجن عن عمر يناهز الثمانين، بعد أن توبع من أجل الاتجار في المخدرات القوية. وعلمت «الصباح» أن محاضر الضابطة القضائية تضمنت اعترافات بارون المخدرات بشركائه ومزوديه بكميات مهمة من مخدر الهيروين، وبينت الأبحاث أنه بعد إيقاف زعيم العصابة الملقب ب»حميتو كروم» أخيرا داخل مركب سياحي بجماعة بني بوغافر تربع المتهم على عرش الاتجار في المخدرات القوية، وربط علاقات مع تاجرين آخرين على صعيد الجهة. وفي سياق متصل، اعتبر إيقاف المبحوث عنه سيشكل ضربة قوية لتجار المخدرات القوية، إذ كان يعتبر المزود الأول للبائعين بالتقسيط ومروجين ينقلون الممنوعات نحو عدد من المدن القريبة، وعرف بأنه صاحب سجل حافل في الاعتداءات الإجرامية . وتقاطرت على مكتب الوكيل العام للملك وعامل إقليمالناظور عدد من الشكايات في وقت سابق، تتهم فيها جمعيات محلية الموقوف بالاعتداء على المواطنين وترويع أمنهم، محملة جهاز الأمن مسؤولية الفشل في الحد من بطشه وجبروته، لضعف فعالية الدرك الملكي التابعة له تلك المناطق، على حد قولها.