أثار إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، من جديد ملف إستعمال إسبانيا للغازات الكيماوية المحظورة دولياً، في منطقة الريف شمال المغرب، إبان حرب الإستعمارية في العشرينيات من القرن الماضي. العماري إستغل فرصة تمثيله لتنظيم البام في المؤتمر الوطني لحزب الخضر الإسباني، للنبش في ماضي إسبانيا الإستعماري بشمال المغرب وتداعياته القائمة لحد الآن، حيث ذكّر في مداخلته التي ألقاها اليوم الأحد 28 شتنبر الجاري، خلال أشغال المؤتمر بأن إسبانيا إستعملت لأول مرة في تاريخ البشرية الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا، بمقتضى العقد الإنساني أولا، وبمقتضى اتفاقية جنيف لعام 1925، وقصفت المدنيين العزل بأسلحة فتاكة. وتحدّث العماري عن التداعيات التي أعقبت هذا القصف، لا سواء على المستوى الصحي، عبر إصابة العديد من سكان المنطقة بأمراض خطيرة وفتاكة، وعلى رأسها مرض السرطان "الذي أثبتت الدراسات العالمية مؤخراً بأنه ورم وراثي نتيجة إستعمال الغازات السامة"، وكذا على المستوى البيئي، "فإلى حدود الساعة في منطقتنا أراضي خصبة شاسعة ولكن جرداء قاحلة، وهذا المعطى الكارثي كاف لوحده لأن يسجل ما حصل في عداد الجرائم الكبرى التي ارتكبت في حق البيئة" يسترسل العماري. وأضاف ممثل البام قائلاً "لقد جئتكم حاملا رسائل من المرضى، من ضحايا تواجد جيوشكم سابقا في شمال وجنوب المغرب، ناقلا إليكم معاناة ودموع الأرامل واليتامى، لتكونوا سفراء لهم لدى شعبكم والشعوب الأخرى"، مُطالباً في هذا الصدد من الحزب الإسباني بالعمل على دفع الدولة الإسبانية للإعتراف بما حدث، والإقرار بذلك، ليس طلباً في الحصول على تعويض، ولكن طلباً للإنصاف فقط، ولجعل الجيل الحالي يتعرف على أخطاء الجيل السابق، لنؤسس جميعا لمستقبل وواقع جديد لن يسمح بتكرار ما حصل، على حد تعبيره. وفي الشأن الأمني أشار العماري إلى النزاع المسلح الذي يهدد السلم والسلام والاستقرار في الصحراء جنوب المغرب، وقال في هذا الصدد "إن المغرب وإسبانيا هما الضمانة الوحيدة للأمن والأمان في منطقة البحر المتوسط، إنهم كآدم وحواء، إما أن يتزوجا وتستمر الحياة، أو ينفصلا وتنتهي الحياة، فلكم أن تختارو، أما نحن في المغرب فقد اخترنا الحياة وانتصرنا لها".