في إطار حركة التنقيلات والتعيينات الأخيرة التي أجرتها وزارة الداخلية تم تعيين جهاد قدورة كقائدة بعمالة المضيقالفنيدق، وفي أول ظهور لها أقدمت القائدة الجديدة بالإشراف على عملية غير مسبوقة لتحرير الملك العمومي من الفراشة والباعة المتجولين والعربات المنتشرة بأزقة وشوارع وساحات مدينة الفنيدق، خصوصا كورنيش المدينة الذي يعتبر منطقة جذب سياحي بامتياز والذي يصنف من بين أرقى ” الكورنيشات ” على الصعيد الوطني، الذي عرف منذ مطلع عيد الفطر اجتياحا واسعا من طرف الباعة المتجولين الذين باتوا يسرحون ويمرحون في ردهات هذا الفضاء الجميل الذي تحول إلى سوق عكاظ بسبب احتلاله من طرف الباعة الجائلين مغاربة وأفارقة، إذ تحولت جل المسالك والمعابر عبارة عن سوق شعبي لعرض وبيع المواد الإستهلاكية ومختلف المنتوجات التي باتت متناثرة على الرصيف وعلى جنبات الطريق، سيما وأن هذا المحور الطرقي الرابط بين المضيقوالفنيدق صار قبلة لأنواع مختلفة من السلع والبضائع التي تنوعت بين عربات تين الصبار “الهندي”، والحلزون، والدرة وعربات المثلجات وغيرها من المواد الإستهلاكية الأخرى، ناهيك عن الكم الهائل من المواد الغذائية والألبسة وسلع أخرى مهربة من سبتة . وتمكنت القائدة الريفية جهاد قدورة التي جندت لهذه العملية العشرات من عناصر القواة المساعدة، من تخليص الشارع العام من قبضة الباعة المتجولين الذي نغصوا صيف الصطافين من ساكنة مدينة المضيق وضيوفها ، وفي زمن قياسي ووجيز لم يتعدى اليوم الواحد من إخلاء الأماكن العمومية، والقضاء بصفة شبه نهائية على هذه الظاهرة التي باتت تشوه جمالية المدينة ، الأمر الذي خلف ارتياحا كبيرا بين الساكنة وزوار المدينة، هذه المبادرة الشجاعة صفق لنجاحها أيضا جميع التجار أصحاب المحلات التجارية الذين أرقتهم هذه الظاهرة وأصبحوا جميعا يرددون بلسان واحد المثل الشعبي الدارج “كيف كنتي وكيف وليتي يالمضيق”… الغريب في الأمر أن هذه الخطوة المحمودة أدت إلى إعفاء القائدة من مهامها وإلحاقها فورا بأحد المكاتب الهامشية بالعمالة، وجاء ذلك بناء على قرار صادر من بعض الجهات المحسوبة على عمالة المضيقالفنيدق التي كان لها رأي آخر غير رأي المواطنين بجميع شرائحهم، الذين باتوا يلوحون بأصبع الاتهام نحو الجهة المذكورة لكونها تساهم في انتشار ظاهرة الباعة الجائلين و المستفيدة من استمرار الوضع القديم ، بكل ما يكشف عنه الواقع من مظاهر فوضوية وصور مزرية، وبما أنها تفضل الإبقاء على هذه العادة الفاسدة، فقد تم التسريع بتعيين قائد آخر مكانها، ومن غير المقبول إطلاقا أن يعود الوضع السئ في جميع أرجاء المدينة، في ظل الأصوات المنددة والنداءات المتكررة التي أطلقها السكان في وجه أعداء الإصلاح من أجل إعادة القائدة إلى منصبها … ولكن لا حياة لمن تنادي !!! وتعتبر القائدة جهاد قدورة من الطاقات الشابة والواعدة، المشهود لها بالصرامة و الكفاءات المهنية العالية طيلة مشوارها المهني والتي أدارته باقتدار ومسؤولية قلما نجدها لدى أقرانها الرجال. القائدة جهاد قدورة ازدادت بالحسيمة سنة 1980 وهي خريجة الفوج 45 من المعهد الملكي للادارة الترابية ، قائد سابق بالمهاية اقليممكناس.