أعلن الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة محمد الوفا أن الحكومة بصدد القيام بدراسة لإنجاز مشروع كبير وضخم يتعلق بنقل المياه من شمال المغرب لجنوبه. المشروع يهدف حسب ما قاله الوزير خلال ندوة حول "أمن الاستثمارات بالمنطقة المتوسطية" إلى مواجهة النقص في الموارد المائية في جزء كبير من المغرب، من خلال مد قنوات كبرى للماء الصالح للشرب وأخرى للمياه المستعملة في الفلاحة من شمال المغرب ومنطقة الغرب نحو مناطق أخرى . وعلمت شبكة دليل الريف ان المشروع المذكور سيشمل بناء مجموعة واسعة من القنوات الاصطناعية منها قنوات في باطن الارض سيتم ربطها بالاحواض المائية بالشمال بما في ذلك العديد من السدود الكبيرة. المشروع الذي سيكلف في حالة انجازه اكثر من 3.6 مليار دولار سيؤثر سلبا في المدى المتوسط والبعيد على الفرشاة المائية المهمة التي تتميز بها منطقة الشمال وذلك حسب متتبعين وباحثين في الموضوع. ويرجع الباحثين استنزاف الموارد المائية في أغلب الفرشات الباطنية المعروفة لتطور الزراعة المائية التي بسبب سنوات الجفاف المتتالية تم اللجوء فيها إلى الفرشات الباطنية بحيث تؤدي الى تناقص الموارد المائية ونضوب العيون . وتجدر الاشارة الى ان حوض سبو الذي يقع بين جبال الريف شمالا و الأطلس المتوسط جنوبا و ممر فاستازة شرقا و المحيط الأطلسي غربا يعتبر من أهم الأحواض المائية بالمغرب بمساحة تقدر ب 40.000 كلم مربع و ساكنة تبلغ 6.2 مليون نسمة حسب إحصاء 2004 تمثل فيها نسبة السكان القرويين 51%. كما يضم حوض سبو أنشطة اقتصادية مهمة خاصة في ميادين الفلاحة والصناعة, إذ تقدر المساحة القابلة للزراعة ب 1.750.000 هكتار. ورغم أهميته الإقتصادية سواء على المستويين الفلاحي و التي تمثل 20% من الناتج الوطني و البشري إذ يضم حوض سبو خمس سكان المغرب . وللاشارة فان أكبر مشروع تحويل المياه يوجد في الصين ويعمل من خلال مجموعة من الأعمال الهيدروليكية العملاقة بعضها يمر تحت الأنهار بحيث كلف عشرات المليارات من الدولارات، ويوفر نقل سنوية مدة 45 مليار M3 من المياه من الجنوب إلى الشمال وهناك مؤشرات في المستقبل ترجح نقص المياه في الفرشاة الاحواض المائية المتواجدة في الجنوب ذلك بفعل تحويلها الى الشمال.