لَوْ عَايَز تِهِدّو هَاتْلو جِدّو" ، " واحد إتنين تلاتة معلم يا شحاتة" ، " هي هيلا هولا جِبنا الكاس من أنغولا" . مجموعة من الشعارات التي أطلقها الشعب المصري عقب فوز منتخبهم "القومي بكأس إفريقيا للأمم التي أقيمت بأنغولا في مباراة النهاية التي جمعته بنظيره الغاني ( بلاك ستارز) بهدف للا شيئ . فرحة عمت الشارع والبيت المصري والعربي على حدٍّ سواء بالفوز المستحق والثالث على التوالي ، السابع في تاريخ الكرة المصرية وبذلك تربع الفراعنة على عرش الكرة الإفريقية والعربية . فوز أدخل الفرحة والبهجة إلى كل بيت عربي بغض النظر عن إخفاق المنتخبين العربيين الآخرين المشاركين في البطولة واللذان أبليا حسنا خاصة المنتخب الجزائري . أثبت المصريين جدارتهم بقيادة " المعلم شحاتة" كما يحب أن يطلق عليه أبناء بلده ، والموهبة الصاعدة واكتشاف البطولة إبن منطقة " البحيرة " بمصر " محمد ناجي جدو" الذي أثبت وجوده رغم قصر مدة التحاقه بالمنتخب التي لم تتجاوز 20 يوما قبل البطولة ، وجلوسه في دكة الإحتياط من بداية المباريات التي خاضها فريقه في البطولة الإفريقية ، حيث كان فأل خير على زملائه في جل الماريات حيث كان المنقذ الذي يأتي من بعيد ليصنع الفرق . " جدّو" الفتى الذي يمارس في فرق مغمورة في مصر ومن اكتشفات " المعلم" . إجلاس " جدو" في دكة الإحتياط وإشراكه في ربع الساعة الأخير كان له ثمره ، حيث أتى بالهدف الماسِّي في المباراة النهائية والتي جعلت من " جدو" بطلاً حقيقيا وموضوع حديث الصحف والمجلات والأندية الرياضية العالمية . نعم إنها التضحية المصرية في الأدغال الإفريقية رغم العوائق الأمنية التي لاحت في الأفق في بداية البطولة والتي أودت بحياة أعضاء من الفريق الطوغولي الذي بالمناسبة اتخذ في حقه عقوبة من الكنفدرالية وهي حرمانه من المشاركة في البطولة لعامين قادمين . " هَا هُمْ ها هُمْ ها هُمْ المصريين ها هُمْ " شعار رفعه الفراعنة يقول " قادمون قادمون" وأكّدوا سيطرتهم وتربعهم على العرش الكروي الإفريقي بإنجازات تشهد لهم بالعراقة على غرار إنجازات أفراد المنتخب ( أحسن لاعب ، أحسن حارس ، أفضل اكتشاف في البطولة...) . منتخب مصري متكامل ويمتاز بروح التجانس بين أعضاء المنتخب والعزيمة والإصرار الذي لاحظناه في القتالية التي تميزوا بها على البساط الأخضر ، ووطنية زائدة كما نقول وثقة في الناخب واللاعب المحلي من لدن مسيري الكورة في البلد جعلت منه " منتخبا غِيرْ" . كان من طابوهات البطولة ، الصراع المصري الجزائري على الساحة والذي أنهاه الفراعنة لصالحهم بسحقهم للخضر برباعية اعتبرها المصريين زادت نوعا من التلذذ بالكأس الإفريقية على حد تعبير مجموعة من المصريين وأكدوا أن كأس العالم بجنوب إفريقيا خسر بطل إفريقيا وليس العكس . منتخب الساجدين ،كلما سجلوا سجدوا ، حقا فريق "إِيدِيالِي " في الروح الرياضية والتفاني والأخلاق والوطنية . أفرحنا الفراعنة كما فرحوا بهم أبناء بلدهم ، فرحنا معهم في وقت نفقد الفرحة بمنتخبنا الذي لا يسمع له " رِكزا" باستثناء أخبار مضحكة تتحدث عن رفض متتالٍ لمجموعة من المدربين الأجانب الإلتحاق بالنخبة الوطنية ، وهذا ليس بغريب " حِيتْ الرِّيحَه عْطاتْ" والفاهم يفهم ، فالكرة المغربية لم تعد قادرة على لملمة جروحها والعودة للمنافسة . فلماذا نهمل ما هو محلي ونهرول نحو كل ما هو أجنبي والذي ضحك علينا أغلبهم ب" تَعْمارْ لًجْيَابْ وخَوْيَان لْبَلْدانْ" ؟ ألا يكفي أن نعتبر بالأشقّاء المصريين الذين صنعوا المجد ب " المحلّي " . إخفاقاتنا لم نعتبر منها ولم نأخذ ب " المؤمن لا يلدغ من الحجر مرتين " عقّب أحدهم وقال " حتّى نكونوا مومنين" ، إخفاقات على شتّى الأصعدة سواء التنظيم ، حيث أخفقنا في تنظيم كأس العالم في 2006 و 2010 . فلماذا لا ننظم كأسا إفريقية إذ أنّ المغرب غائب عن تنظيمها مدة طويلة ؟، فالأولى أن تكون البداية من هنا " يْبَيَّن فيه غِيرْ سْنيناتُوإلا بْغى وَ يْخَلّي نْيابو لكاس العالم " أليس هذا من جعلنا نخفق تارة ثم أخرى ، حيث أننا نسعى دائما إلى تنظيم الكأس العالمية متغاضين أو متجاهلين لشيئ إسمه " درجة درجة إلا بْغيتي تَرْبَح" . نقاط جعلت من الكرة المغربية متراجعة بشكل مخيف وتجعلنا نحن الجمهور الرياضي نبحث عن ضالتنا في مكان آخر ، وهذا ما يفسر أن المغاربة يعتبرون أكثر الشعوب وإن لم نقل أولها المتابعة والمتأثرة والمشجعة للكرة الخارجية خاصة الأوربية ، لما يجد فيها من متعة و قيمة مضافة للعبة يفتقدها في بلده . أخيرا نهنئ المصريين ورسالة للمسؤولين عن الرياضة في المغرب " اصنع المجد من أرضك كما فعل المصريين ولا تبحث عنه خارجاً . وهذا ما دفعني للقول " وددت لو كنت مصريا ليومٍ واحد " .