بعد الهزيمة المذلة للجيش الاسباني في معركة انوال في يوليوز 1921 وتوالي هجمات رجال القبائل الريفية على معاقله بمختلف المناطق المحيطة بمليلة المحتلة سعت الحكومة الاسبانية الى التفكير في استقطاب مرتزقة من مختلف دول العالم للاستعانة بهم في حربها بعد الاحباط والياس الذي اصاب جنودها نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدوها . وفي هذا الصدد اطلقت الحكومة الاسبانية حملة لاستقطاب شباب من مختلف الدول للمشاركة الى جانب جيشها في الحرب بمقابل مالي يصل الى "25 بيزيتا" لليوم الواحد . وكتبت جريدة "FEUILLE D'AVIS DE NEUCHATEL " السويسرية في عددها ليوم 22 غشت 1921 التي حصلت شبكة دليل الريف على نسخة منها، اي بعد شهر من معركة انوال ان هذه الحملة لقيت استجابة كبيرة من طرف المجندين العاطلين عن العمل والذين خدموا في الجيش البريطاني الذين احتشدوا امام القنصلية الاسبانية في لندن لتسجيل اسماءهم . هذه الحملة لقيت هجوما لاذعا من طرف الصحافة البريطانية التي حذرت من اقحام المواطنين الانجليز في هذه الحرب التي اعتبرتها حربا ليست بالسهلة كما طالبت الحكومة البريطانية هذا التجنيد. وفي عددها ليوم 26 غشت من نفس السنة كتبت ذات الجريدة ان 50 مجند من انجلترا قد تم نقلهم من ساوثامبتون على باخرة اسبانية وان 700 مجند من مختلف الجنسيات و50 مجند من الولاياتالمتحدةالامريكية قد تم نقلهم ايضا على متن باخرة ايطالية من نيويورك الى اسبانيا للمشاركة في الحرب بالريف . وللاشارة في الدراسات الاسبانية تشير الى انه بعد هزيمة الى معركة انوال التي خلفت الالاف من القتلى في صفوف الجيش الاسباني من ضمنهم الجنرال سيلفيستري سيلقي 1500 جندي حتفهم في هجمات الريفيين على مختلف المراكز التي أقامها الجيش الإسباني انطلاقا من الناضور في تجاه الحسيمة مما دفع الجنرال نافارو الذي كان الرجل الثاني في مليلية وينوب عن سيلفيستري لقيادة الجنود المنهزمين نحو جبل العروي، حيث حاول التحصن هناك لكن سقوط الناضور يوم 2 غشت حكم على مركز سلوان وجبل عروي بالإستسلام. واستسلم مركز سلوان يوم 3 غشت 1922 وستة أيام بعد ذلك، يوم 9 غشت جرى استسلام جبل عروي، وقام الريفيون بقتل جميع الجنود وهم حوالي ثلاثة آلاف ونجا 60 فقط من ضمنهم الجنرال نافارو. ويؤكد المؤرخ أنتونيو تورسياس فيلاسكو أن الرقم الحقيقي للقتلى في مجموع المعارك التي دارت ما بين 22 يوليوز الى استسلام القوات الإسبانية في جبل العروي يوم 9 غشت 1922 هو أكثر من ثمانية آلاف جندي اسباني و4500 من الجنود المغاربة في الجيش الإسباني أي 12 ألف و500 جندي وأنه لا يمكن استبعاد أن يكون العدد أكبر.