في حوار هادئ مع احمد ويحمان متى ستعلنون عن فشلكم؟.. أرجوكم لا تربطوا مصيرنا بمصير العربية السعودية و قطر بعد سوريا و ليبيا اطلعت علينا جريدة “الأسبوع” حوارا مطولا مع الناشط القومي العربي احمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع. تناول فيه منظوره للصراع و المخاض الذي تعيشه شعوب شمال إفريقيا و الشرق الأوسط. لا يهمني كثيرا مواقف ويحمان بحكم أنني اعرف مواقفه مسبقا عندما كان في الشبيبة الاتحادية و بعدها في الوفاء من اجل الديمقراطية، لينتهي به المسار إلى دمشق و بيروت. لكن ما استوقفني في حديثه هو تطاوله المقصود على ذاكرة المغاربة و تهجمه الغير المبرر على جمهورية الريف و ربطها بالصهيونية ناعتا إياها ب”الطالبانية”. و كذا إساءته للحركة الثقافية الامازيغية في مجملها و اعتبار العديد من مناضليها ب” الكمشة” و “الأميين الذين لا يمثلون شيئا”. هذه الاتهامات و حملات التشكيك و التهويل جعلتنا نرد بل من الواجب بمكان أن نضع النقاط على الحروف، دحضا للقراءة المتآمرة لاحمد ويحمان و تعميما للفائدة.. و يأتي هذا الرد على كل ما روجه احمذ ويحمان من أكاذيب و إشاعات وأوهام “باغانويكية/هذيانية” تفوح منها رائحة كريهة تذكرنا بأيام تصفية جيش التحرير من طرف بعض “رواد الحركة الوطنية” وكذا قمع انتفاضة الريف لسنتي 1958/1959 بالحديد و النار من طرف أصحاب الفكر الواحد و الحزب الواحد و اللغة الواحدة و الدين الواحد الاوحد..الخ. نقول لويحمان بان حرية الرأي و التعبير يضمنها لي و لك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن أن تربط في حديثك جمهورية الريف بالمخطط الصهيوني و اتهام المدافعين عن لغتهم الامازيغية ب”الكمشة من الأميين”. فلا يمكن أن نفهمه إلا إعلانا للحرب أو -استكمالا لحلقاته المعلنة منها و السرية ضد الريفيين – من طرف عنصريين مختبئين تحت عباءة القومية العربية. كما لا يمكن تفسير قراءتك و عباراتك إلا غلوا في التفكير العنصري و تنفيذا لأجندات مخزنية عجز النظام تنفيذها بفضل صمود و نضالات أحرار المغرب من امازيغ و غير الامازيغ. و لتفنيد ما ذهب إليه السيد احمد ويحمان فلا بد لتوضيح المواقف الآتية: في ربط جمهورية الريف بالصهيونية إن جمهورية الريف التي أسسها الريفيون تحت قيادة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي في بدايات العشرينات من القرن الماضي حقيقة تاريخية مدونة بمداد من ذهب و دم يؤكدها أرشيف ثقيل تحتفظ به كبرى المكتبات و الجامعات العالمية في أوروبا و الصين و مصر و أمريكا اللاتينية الخ، لذالك لا يستطيع كلام ويحمان حتى إحماء الجريدة التي نشر فيها حواره، و أحرى إنكار هذه الحقيقة التاريخية الساطعة و المنيرة. أما الحديث على “إحياء جمهوية الريف” و “الانفصال” و “الطالبانية” فهو خطاب يدخل في إطار التهويل و دعوة صريحة للمخزن لكي يتدخل لاستئناف مجازره الرهيبة التي ارتكبها ابان انتفاضتي 1958/1959 و 1984 و بعدها مع اغتيال الشهداء الخمسة و حرق جثثهم بالحسيمة و اغتيال الشهيد كمال الحساني و الزج بالعيد من شباب المنطقة في السجون إبان اندلاع انتفاضة حركة 20 فبراير، املآ في تركيع الريفيين الأحرار كما حاول ذلك دائما. يعلم السي ويحمان أن كلام الانفصال (بدون ادني دليل)، و الحديث عن “الاقتتال” هي نفس الأساليب التي استعملت من طرف أجداده في حزب الاستقلال لإخماد انتفاضة الريف المجيدة. بالرغم أنهم آنذاك كانوا يعلمون علم اليقين أن للريفيين مطالب بسيطة.و مشروعة. فمطالب الريفيين منذ الاستقلال إلى يومنا هذا لا تتعدى بالمطالبة في الحق في العيش الكريم و الكرامة و الحرية و التمنية و -لماذا لا- حتى تدبير شؤونهم بأيديهم في إطار اطونوميا أو الحكم الذاتي أو الجهوية السياسية (سموها كما شئتم ما دام مضمون المطالب الرسمية و المكتوبة للريفيين سواء أيام انتفاضة 58/59 أو تلك التي نرفعها اليوم لا تتجاوز هذا السقف). إن نظام الاوطونوميات قد يكون مواتيا للتخلص من استبداد المركز و فساده ليس للريف الكبير وحدة بل لكل الجهات التاريخية في المغرب المؤهلة لذلك. و نتساءل مع ويحمان و دهاقنة الرباط أين الصهيونية و الانفصال من كل هذا؟ هل لديكم الجرأة للقول مثلا أن اقتراح الحكم الذاتي المقترح اليوم من طرف النظام للصحراويين من وحي صهيوني مثلا؟ و هل نظام الجهوية و الطونوميات في كل من اسبانيا و بلجيكا و ألمانيا و سويسرا و ايطاليا …مؤامرة صهيونية يا ترى؟. هل تدبير السكان شؤونهم بأيديهم في إطار حكم ذاتي مثلا هو انفصال؟ و إن كان كذلك فلماذا لا تستطيع بلاد الباسك و كاطالونيا و بلاد الأندلس باسبانيا و فلاندر و والونييا و جهة بروكسيلببلجيكا الانفصال إذن؟ من يمنعهم من ذلك ما عادا التشبع العميق لشعوب هذه الدول بالديمقراطية و العيش/و التعايش المشترك و الحق في الاختلاف. انتم “القوميون العرب” لا تفهمون إلا لغة واحدة: إما أن نعيش كأصنام في علبة سردين تحت قيادة الزعيم القائد أو الملك العربي “الأصيل” الذي يقمعنا و يقتلنا باسم “العروبة” او تحت ذريعة “الخيانة” و “التواطؤ مع الصهيونية” و “الانفصال” تارة أخرى. و هذا لا يجر للأسف إلا الويلات تلو الويلات للبلدان التي تسمونها ب”العربية”. إننا خلقنا -اسي ويحمان- مختلفين و بالسن و لغات مختلفة و بطموحات متباينة لكن أليس من العقل أن نتعايش معا في إطار الاحترام المتبادل و التعدد الفكري و الثقافي و اللغوي و الحق في الاختلاف؟ لماذا كل هذا الشتم و الشب و الاهانات في حق تاريخنا و تاريخ أجدادنا؟ حتى مم طرف من هم محسوبين على “النضال” للأسف؟ الحركات المناضلة بالريف أتحدى احمد ويحمان العنصري أن يأتينا بدليل واحد للتنظيمات الريفية السرية منها و العلنية (إن هي موجودة في مكاتبكم و وثائقكم) تنادي اليوم بإحياء جمهورية الريف. إن احمد ويحمان و بعض الأحزاب المسماة “وطنية” و على رأسها حزب الاستقلال يعلمون علم اليقين أن لا وجود في الريف لفكر انفصالي و لا متطرف و لا متعصب كما تدعون. يتميز الريف بوجود قوى و تنظيمات سياسية و نقابية و حقوقية ديمقراطية تنبذ العنف و التطرف و لكنها مستعدة أن تعطي دمائها و أرواح أبنائها دفاعا عن كرامتهم و حقوقهم و حرياتهم و تاريخهم و أمجادهم و أميرهم مؤسس جمهورية الريف محمد ب عبد الكريم الخطابي. يوجد في الريف كباقي أنحاء الوطن فروعا للأحزاب و النقابات اليسارية الديمقراطية و حتى اليمينية منها. كما تأسست في العقد الأخير تنظيمات ذات بعد جهوي كحركة الحكم الذاتي و هو اسم الحركة التي تاخذ نفس الاسم “حركة الحكم الذاتي”. و الثاني حقوقي و هو منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب الذي ندى في مؤتمره الأول المنعقد باشاون في ابريل 2011، بحق الجهات التاريخية بالمغرب – كله- في تقرير مصيرها السياسي و الاقتصادي و الثقافي تماما كما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ذات الصلة. إن هذين التنظيمين و أخرى معروفين و لهما مسئوليها يعبرون علنا على مواقفهم الحقوقية و مطالبهم المشروعة و كل ما يقولونه مكتوب و مزثق و مصرح به علنا. و عليه أتحدى احمد ويحمان و من معه من “القوميين العرب” أن يأتونا بوثيقة واحة تنادي أو تثبت أن الريفيين اليوم يريد الانفصال. و في المقابل أقول، أن في الريف كما في المغرب قد يكون هناك فردا أو أفرادا يحملون أفكارا جمهورية و هذا حقهم المطلق، تماما كما ينادي بعض المغاربة بالجمهورية علانية كالمناضل عبد الله زعزاع بالدار البيضاء مثلا و ربما آخرون. لكن ذلك تبقى مواقف شخصية لا تلزم إلا أصحابها و من حقهم من الناحية الحقوقية التعبير عنها دون أن يتعرضوا لا للقمع و لا للملاحقة. و عندما نقول أن لا وجود في الريف ل”فكر انفصالي” كما يروج له أعدائه أقولها بقناعة راسخة -اسي بويحمان- و ليس خوفا لا منك و لا من أمثالك و لا من النظام الاستبدادي الذي تنظر له اليوم و تدافع على تماسكه بأفكارك و بمواقفك هاته. و التي عبرت عنها صراحة في حواركم في جريدة “الأسبوع”. كن متأكدا لو أن الريفيين يريدون إحياء جمهورية الريف لعبرنا على ذلك علانية و آنذاك فلتشربوا البحر ولتذهب أنت و قوميتك و النظام المغربي إلى الجحيم، لكن تأكد و من خلالك نؤكد لكل المشوشين و المتآمرين، و الأصدقاء الأحرار أيضا عن قناعاتنا الراسخة أننا وحدويون أكثر منكم و وطنيون أكثر من مفسدي و مستبدي الرباط و لكن هذه المرة لا و لن نقبل بوحدة فارغة جوفاء و بشعارات زائفة و بلغة أكل عليها الدهر و شرب. فإما أن تقسم الثروة و السلطة بين كافة المغاربة و إما أن تذهبوا جميعكم نظاما و أحزابا إلى الجحيم. عن وصف مناضلي الحركة الامازيغية بال”كمشة” و “الأميين” إنني امازيغي ريفي أبا عن جد و افتخر و اعتز بذلك، لكنني اعترف بأنني لم أكن يوما في الصفوف الأمامية مع الذين قادوا و يقودون الحركة الثقافية الامازيغة، لأنه ربما كانت لدي انشغالات أخرى. و ببساطة إنني تربيت في صفوف اليسار و لازلت و ساضل ريفيا امازيغيا مغربيا يساريا إلى يوم الدين. لكنني أؤكد انه من الظلم و من الحقد بمكان أن نربط الحركة الثقافية الامازيغية بالصهيونية. و من الجبن و الوقاحة و الجحود أن ننكر نضالات الامازيغ الهادفة إلى فرض لغتهم و تأسيسهم للتعدد اللغوي و الفكري في المغرب. و من الظلم و الكراهية و العنصرية أن نربط نضالاتهم بالصهيونية كما تفعل أنت وأمثالك اسي ويحمان. إن الحركة الثقافية الامازيغية تراكمت ما فيها الكفاية لتفرض وجودها ليس على القوميين العروبيين و الإسلاميين الذين يسبحون باسم الدوحة و السعودية بعد دمشق، بل الحركة الامازيغية فرضت نفسها على نظام مستبد تأسس على نفس الإيديولوجية اللغوية و الدينية التي تدافع عنها أنت يا صاحبي و كل الذين يلهثون وراء أموال قطر و الرياض”العربيتين”. عن زيارات بعض الامازيغ لإسرائيل إنني أدين مثلك دولة إسرائيل و الحركة الصهيونية العنصرية العالمية. كما أتضامن مع الفسطينيين و حقهم في تقرير مصيرهم و اعتبر قضية فلسطين قضية إنسانية عادلة و كفاح شعبها يضل مشروعا حتى استرداد أرضهم و حقوقهم المغتصبة، لكن ألا تعتقد أن اعتمادك على الفكر القومي “النقي” “الأصيل” اسي ويحمان يسقطك في نفي عنصرية إسرائيل إلى درجة لا يمكن أن نفصل بين أهدافك و أهداف الحركة الصهيونية العنصرية. اعتقد لا يمكن لكم أن تنكروا اليوم ان من قتل الفلسطينين و تآمر على فلسطين بعد إسرائيل. هم العرب مثلك الذين يفتون ليلا و نهارا بالوحدة و التضامن العربيين في الوقت لا يهمهم إلا عروشهم و نهب ثروات شعوبهم. حول زيارات اسرائيل من طرف البعض إنني لست من دعاة زيارة إسرائيل و أناضل مثلك ضد كل أشكال التطبيع، لكن سؤالي هم لماذا اسي ويحمان تقيمون الدنيا و لا تقعدونها عندما يزور أو يتقى ناشط امازيغي بإسرائيلي في حين تغلقون أذانكم و أفواهكم و تضربون إضرابا لا محدودا عن الكلام عندما تزور وفودا مغربية كبيرة و عديدة (من فنانين و اقتصاديين و ربما أمنيين..) دولة إسرائيل. أليس تهجمكم فقط على المتطبعين الامازيغ دون غيرهم ما هو إلا الكيل بمكيالين في التعامل مع هذه القضية. لماذا لم تشيروا في حواركم إلى أولئك الذين يستقبلون الصهاينة في القصور و الندوات أو الذين يزورون اسرئيل من المغاربة الناطقين بالعربية في السر و العلن و تنددون بهم تماما كما تنددون بزيارات الامازيغ؟ هل لديكم إحصائيات عن المغاربة المتطبعين مع إسرائيل و هل تمكنتم من تدقيق هوياتهم هل هي امازيغية ام عربية أم إسلامية لتنيرون الرأي العام حول ذلك؟….انه هراء في هراء. عن اللمعهد الملكي للثقافة الامازيغية و طلبك في فتح تحقيق عن موارده إنني اتفق معك في هذه النقطة و أضم صوتي إلى طلبك هذا و أنا بدوري أطالب في فتح تحقيق ليس في أموال ال”ايركام” فقط ، بل فتح تحقيق في كل أموال الشعب التي أهدرت في المجالس الملكية الاستشارية المشلولة (كمجلس الجالية مجلس الصحراء، و مجلس…). كما لا أنسى أن أطالب بفتح تحقيق حول الأموال التي تحصلون عليها انتم أيضا داخل المغرب و خارجه و عن من يمول أنشطتكم و سفرياتكم إلى الخليج(من تذاكر و فنادق خمسة نجوم و مطاعم و…..). أفكار للنقاش حول فلسطين لقد سبق للزعيم الفلسطيني المرحوم جورج حبش الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن دعا يوما إلى تأسيس دولة فلسطينية ديمقراطية تتسع للجميع و يتعايش فيها كل الأديان و الطوائف لكن فكرته حوربت إسرائيليا و همشت عربيا/قوميا بل للأسف حتى فلسطينيا . و الآن، الآن فقط، عن أي فلسطين تتحدثون عنها و تدافعون عنها – اسي ويحمان- هل هي”دويلة غزة” أو ” دويلة الضفة الغربية” أو دولة منزوعة السلاح كما عبر عنها نتانياهو في خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المنصرم. اعتقد أن دولة بني صهيون لم تترك أي مجال لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة و لو حتى وفق أراضي حدود 1967 ولا وفق قرار الأممالمتحدة 242 الذي يقسم ارض فلسطين التاريخية إلى قسمين بسبب سياسات الاستيطان المتواصلة، و مع ذلك لازلتم تواصلون انتم و الإسلاميين نفس الاسطوانة “تحرير فلسطين و كل فلسطين من البحر إلى البحر ، و رمي اليهود كل اليهود بما فيهم الغير الصهاينة إلى البحر”. الم يحن بعض – اسي ويحمان- لاستبدال إستراتيجية النضال و العمل على تغيير الوضع من الداخل و آنذاك لنسميها كما شئتم فلسطين أو إسرائيل اواسراطين كما ندى بذلك زعيمكم القومي الراحل/ البائد معمر القذافي. انطلاقا من موقعي كمهاجر أصرح لكم بحقيقة قد تكون صادمة جدا. كيف يمكن أن نقبل اليوم مثلا نحن من أصول مغربية أن يطرد أولادنا و الجيلين الثاني و الثالث و ربما الرابع من أوروبا مثلا؟ اعتقد إن ألعديد من الإسرائيليين اليوم ولدوا و كبروا في إسرائيل و لا يتحملون ذنبا ارتكبه أبائهم و أجدادهم الصهاينة.عندما استوطنوا ارض فلسطين. أن أغلبيتهم ولدوا ووجدوا نفسه فوق تلك الأرض/ارض فلسطين و هناك اليوم أجيالا من الإسرائيليين يعيشون فوق ارض فلسطين رغما عنهم بل لم يختاروا ذلك يوما. إننا كمهاجرين نناضل اليوم في أوروبا ضد العنصرية و سياسات التهميش و الإقصاء و من اجل المساواة في الحقوق و الواجبات و هناك 2/3 من المغاربة مثلا اخذوا الجنسية البلجيكية (وفق إحصائيات رسمية). إنني لا أفكر مكان الفلسطينيين، و لا يجوز لي أن أتدخل في شؤونهم و لا طريقة نضالهم لكن من حقي أن اعبر عن رأيي و أقول أن طريقة النضال الفلسطيني و العربي (القومي) و طريقة تعاملكم مع القضية الفلسطينية أضحت متقادمة (كاديك) و عقيمة. و أعطت نتائج كراثية و عكسية على الأرض. و الحل الأقرب إلى الواقع هو دولة واحدة يتعايش فيها الجميع متساوون في الحقوق و الواجبات كانوا عربا أو مسلمين أو مسيحيين أو يهود مع ضمان حق العودة لكل من يريد ذلك من الفلسطينيين. و كفانا من الشعارات الرنانة التي لا تدغدغ إلا العواطف و التلاعب بشعور الآخرين. و مع ذلك أؤكد مليون ألف مرة أنني مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بعيدا عن الشوفينية و العبثية. و باختصار على من تراهنون اليوم لهزم إسرائيل النووية بعد أن دمرتم كعرب و مسلمين دولة سوريا و دمرت العراق على يد الأمريكان؟ على من ستعتمدون على قلب موازين القوى يا ترى لذلك لنكن واقعيين و بعده من حقنا أن نطلب جميعنا المستحيل (و هذا مجرد رأي شخصي طبعا). أفكار حول عروبة المغرب في المغرب هناك من ينادي بدولة إسلامية (بلد إسلامي) و هناك من ينادي بدولة عربية (بلد عربي) و هناك من ينادي بالمغرب الامازيغي (داخل تامزغا الكبرى) و ليس بدولة المغرب الامازيعية . اعتقد جاهدا أننا مغاربة و “بس/ و كفى” و كلمة العروبة في المغرب لم يعد لها معنى كبير. فالمغاربة يتكلمون الدارجة المغربية “ثامغرابيت: و الامازيغية بلهجاتها الثلاثة . أنت تعلم أن اللغة العربية الكلاسيكية لا تستعمل إلا في بعض المدارس و المحاكم و الإدارات و نشرات الأخبار شانها شان اللغة الفرنسية. صحيح أننا نحن المغاربة منفتحون عل كل شعوب المنطقة و العالم. فاقرب المناطق جغرافيا عندنا هي أوروبا/اسبانيا و ليست السعودية و بعدها إفريقيا أما حكام الخليج فهم ليسوا منا ونحن لسنا منهم اتركوهم و بترولهم بعيدين عنا لان حكامهم لم يجلبوا لنا و لفلسطين و سوريا إلا الويلات و الإذلال و الاهانات. و حتى البلدان المغاربية الأخرى عزلتنا عنها الجزائر “الشقيقة” بإغلاقها للحدود في إطار “التضامن العربي” المعمول به عربيا… كلمة عن اختراق المحيط الملكي إن السيد ويحمان يحدثنا في حواره تحدث عن “اختراق للمحيط الملكي الذي يجب أن يعاد النظر فيه لأنه يتسبب في كوارث وطنية” حسب تعبيره. غريب أمرك أيها “الزعيم القومي العربي الباسل” الذي يريد أن يحرر فلسطين و الشام و العراق. أليس حديثكم عن الاختراق للمحيط الملكي ما هو إلا محاولة منكم تبرئة الملك باعتباره المسئول الأول على ما يحدث من مصائب للمغرب. ألا يضع دستور الرباط الممنوح الأخير كل السلطات في يد الملك؟ إنني استغرب عندما أجد “مناضلا” مثلكم تدرج من الاتحاد الاشتراكي إلى أن وصل إلى “اتحاد الأنظمة العربية” آن يتحد فقط عن اختراق للمحيط الملكي، دون أن يحدد المسؤوليات و أن يتكلم على فصل السلطات و أن الملك يحكم و كل من يحكم يجب أن يحاسب بدون لف و لا دوران. كلمة أخيرة وردا على احمد ويحمان في قوله أن “الصهيونية تحاول تمزيق المغرب و لا تدافع على وحدته الترابية”. قد يكون كلامه صحيحا إلى حدا بعيد ، لكن تأكد -السي ويحمان- أن أفكارك المتطرفة التي عبرت عنها في حوارك هذا قد تساهم هي الأخرى في تمزيق المغرب تمزيقا، تماما كما تهدف إلى ذلك االصهيونية . و بأفكارك هذه توقظ الفتن بين ما هو عربي و ما هو امازيغي و ستشعل الحروب و توقد النار بإحراقك لأرشيفنا و كتب تاريخنا الذي كتبه أجدادنا بملاحمهم و بطولاتهم و تضحياتهم، و تمحي ذاكرتها و تلصقها بالصهيونية كما فعلت و تجرم نضالاتنا السلمية المشروعة و تقتل فينا حب لغتنا الأم، و حب الوطن. وطن متسع للجميع منفتح متعدد و متضامن. و عليه ادعوكم لوقف قراءاتكم المؤامراتية هذه وأرجوكم أن لا تربطوا مصيرنا بجزيرة الدوحة و الرياض، بعدما أن دمرت دمشق عن آخرها من طرف حلفائكم الإسلاميين الذي خانوا معركتكم حتى أصبحتم فاقدي البوصلة و ترددون اليوم في حواركم هذا موقفا سرياليا من سوريا عندما تقولون ”نحن مع سوريا الشعب و النظام”. … وكفى المؤمنين شر القتال………. و السلام عليكم