"نشهد له بنظافة اليد ودماثة الخلق ولكنه لم يستطع القضاء على لوبي الفساد بوزارة الخارجية": هذه بعض التصريحات التي استقيناها من طرف ديبلوماسيين مغاربة بخصوص وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني وتسييره لوزارة "تعشعش فيها المحسوبية والزبونية". وقد حصلت اذاعة هنا أمستردام على رسالة وجهتا مجموعة تطلق على نفسها مجموعة الديبلوماسيين 122 ، تحتج فيها على "التجاوزات" التي عرفتها التعيينات الاخيرة للقناصلة وما شاب العملية من خروقات. تجاوزات بالجملة اتهمت الرسالة اللجنة المكلفة بالتعيين بانتقاء قناصلة على المقاس، ضاربة بعرض الحائط مضامين نص إعلان 8 أبريل 2013 الذي صاغه الوزير العثماني، والخاص بالشروط المطلوبة لشغل منصب قنصل فيما يخص المعايير المتبعة في عملية انتقاء المؤهلين. وتساءل كاتبو الرسالة: كيف تم تعيين 13 قنصلا رغم أنه لم يتم التباري إلا عن 11 منصبا معلن عنها مسبقا؟ إذ أن قنصليتي تراغونا بإسبانيا وبنغازي بليبيا لم يعلن عنهما كمراكز شاغرة، وهو شيء يضرب مبدأ تكافأ الفرص عرض الحائط. في نفس السياق تحدثت الرسالة عن تجاوز المعايير التي وضعها الوزير كشروط ينبغي توفرها في المرشح ذي التجربة في المجال القنصلي، سواء بالإدارة المركزية أو بالخارج. حيث ان هذه الشروط لا تتوفر في كل من زهير الجبرائلي المعين بدوسلدورف بألمانيا ومولاي رشيد القاسمي المعين كقنصل في طرابلس كونهما لم يعملا أبدا بالشؤون القنصلية، بحسب الرسالة. تعين زوجها قنصلا المعيار الثاني الذي تم خرقه هو عدم السماح للقناصلة الذين يشغلون منصب قنصل عام، بالمشاركة والاستفادة من هذه العملية، ولكن رغم ذلك تم نقل فارس ياسر من ترغونا، ليعين من جديد قنصلا عاما ببرشلونة. ومن المثير للغرابة ، تضيف الرسالة أن من بين الأعضاء الستة المشكلين للجنة التعيينات، نجد السيدة فريدة لوداية، مديرة الشؤون الأمريكية، والتي هي في نفس الوقت، زوجة السيد فارس ياسر. وفي نفس السياق تساءلت المجموعة حول جدوى تعيين قناصلة سيصلون الى التقاعد خلال أشهر كتعيين احمد ايفراني بقنصلية بروكسيل. من الاشياء الغريبة ايضا في التعيينات هو تعيين محمد البرنوصي، قنصلا عاما بمدينة ليون. وكان البرنوصي قد اقيل من منصب الكاتب العام لوزارة الجالية بعد الحاح المجتمع المدني المغربي بفرنسا الذي قدم ملفا لكل من رئيس الحكومة بنكيران والوزير معزوز حول تورطه في عدة خروقات حسب ما توصلت اليه اذاعة هنا أمستردام. الغاء التعيينات وقد طالبت اللجنة بإلغاء نتائج عملية تعيين القناصل الاخيرة ووصفتها بالمعيبة وناشدت الوزير بتكوين لجنة الانتقاء خارج الوزارة وان يرأس شخصيا اللجنة يوم التباري. وقد تحدث اذاعة هنا امستردام مع مجموعة من الديبلوماسيين الذين آثروا عدم ذكر اسمائهم نظرا لطبيعة عملهم الديبلوماسية، والذين أكدوا ان الوزير الاسلامي مازال غير قادر على تكسير لوبي الوزير السابق، الفاسي الفهري، الذي بنى وزارة الخارجية على مقاسه يقول احد الديبلوماسيين. وقد اتصلنا بوزارة الخارجية لأخذ رايهم في الموضوع غير أننا لم نحصل على أي جواب رسمي. بينما تتحدث بعض المصادر من داخل وزارة الخارجية المغربية، وهي مصادر غير مؤكدة رسميا حتى الآن، عن التراجع عن تعيين البرنوصي كقنصل عام لمدينة ليون.