أكد عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، والنائب البرلماني، وعمدة مدينة طنجة المغربية، في لقاء مع فرانس24، أن حزبه "جاهز لكل الاحتمالات" في حال حل الحكومة الحالية وإجراء انتخابات سابقة لأوانها، رافضا الحديث عن إمكان حزب العدالة والتنمية قيادة المرحلة المقبلة في ظل الوضع الحكومي الحالي بعد قرار حزب الاستقلال الانسحاب. وقال العماري "لا يمكن القول إن مرحلة العدالة والتنمية انتهت لأن صناديق الاقتراع منحتها حق تدبير الشأن العام. المغاربة اختاروا العدالة والتنمية واختاروا كذلك هذا التحالف الحكومي"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "التحالف الحكومي لا يجب أن يكون مبنيا على مقاعد وإنما على أفكار مشتركة". وأوضح القيادي في حزب الأصالة والمعارصة، الذي أسسه صديق الملك ومستشاره الحالي فؤاد الهمة، "الدستور منح هامشا هاما لهذه الحكومة إلا أنه على مستوى الواقع لا نرى انعكاسا لذلك"، متهما إياه ب"الغرور" ما أوقعه في "عدة أخطاء". واعتبر أن "الأغلبية الحكومية شأن داخلي"، إلا أنه شدد على أن "رئيس الحكومة يجب أن يكون رئيسا لكل المغاربة". وحول التحالفات التي قد يشكلها الأصالة والمعاصرة مستقبلا بغرض تدبير الشأن العام وطنيا، إذا ما حصل على أغلبية في انتخابات سابقة لأوانها، أوضح العماري أن حزبه "يتحالف مع الأحزاب التي تشاركه في مشروع المجتمع الحداثي الديمقراطي"، متحدثا عن "إمكانية التحالف مع أحزاب يسارية التي تجمعنا معها عدة أشياء". لكن لم يبد رغبة في تحالف حزبه مع الإسلاميين، حيث قال "حتى نحن أحزاب إسلامية. وبسبب ذلك نحن نختلف مع العدالة والتنمية وجميع التيارات الإسلامية"، معتبرا أنها "توظف الدين لأجل الوصول إلى الحكم ". طنجة مدينة ساحرة بشأن تعهداته بأن يجعل من طنجة مدينة عالمية، يجيب العماري، "طنجة مدينة ساحرة، وموقعها يؤهلها لأن تكون كذلك. يجب فقط أن نشتغل بتصور متكامل"، لافتا إلى أن "الربيع العربي أوقف الحركية في طنجة أو في غيرها من المدن"، ما دفع بجميع المسؤولين إلى "مراجعة حساباتهم باعتبار أن هناك مطالب مستعجلة". وأضاف في السياق ذاته أن "الكل كان ينتظر ما الذي يمكن أن يحدث بعد. وبعد التعديلات الدستورية وتشكيل الحكومة الجديدة بدأ مسار آخر. الآن انطلقت من جديد إستراتيجيتنا وبشكل جيد حتى تكون مدينة طنجة هي الأجمل والأهم في البحر الأبيض المتوسط"، بحسب تعبيره. وأشار فؤاد العماري إلى أن التحالف الذي يشكله حزبه مع حزبي الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار على مستوى طنجة، "يسير بشكل جيد ويؤسس لتجربة مهمة في المغرب برمته بين الأحزاب الثلاثة"، مضيفا أن "الصدف شاءت لأن يشكل هذا التحالف وطنيا على مستوى المعارضة". ويرد العماري على من يعتبرون أنه أسقط بالمدينة وليس له علاقة بها قائلا: "هو كلام مردود عليه من الناحية السياسية. أعتقد أننا في بلاد واحدة وناضلنا من أجل مغرب يتسع لأجل الجميع. المغرب قطع مع هذه المرحلة على أن أبناء العائلة المتواضعة لا يحق لهم أن يكونوا في موقع المسؤولية. والمغرب دخل في ورشات مصالحة منذ وصول الملك محمد السادس إلى الحكم سواء بين كافة مكوناته شعبه أو مع المناطق التي ظلت مهمشة. والتاريخ هو الذ سيفصل في هذه الأمور". "سأخصص كل جهدي لأن تساهم الأمازيغية في التنمية" بخصوص موقفه من مطالب الحركة الأمازيغية التي عرف بنشاطه ضمنها قبل توليه المسؤولية، أكد القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة أن "الحكومة ملزمة، بحكم الدستور، أن تصدر قانونا ينظم الأمازيغية"، واعتبر أن اليوم يجب البحث في "كيفية دمج هذه الثقافة في الفضاءات العمومية"، مشددا على كونها " مسؤولية الجميع". وفي السياق ذاته أبرز العمدة ارتباطه باللغة العربية وتمسكه "بالحفاظ عليها"، مستطردا أنه "يجب كذلك الاستثمار في اللغة الأمازيغية ولا يجب أن تكون مصدر حساسية لأي طرف من الأطراف". وقال العماري "أتحدث باللغة العربية بطلاقة، أجيدها أدافع عنها، وفي نفس الوقت أنا أمازيغي أتحدث باللغة الأمازيغية، أعتز بها وسأخصص كل جهدي لأن تساهم في التنمية".