صحافي هولندي يفضح النصب والاحتيال والاعتداء على السياح في مراكش شبان مغاربة يتجمعون حول سائح هولندي في ساحة جامع الفنا يقنعوه بمساعدته للذهاب الى أحسن المطاعم المغربية حيث يقدم النبيذ واحلى المأكولات. وهو في الطريق يتدخل شباب آخرون يتكلمون بإنجليزية ركيكة يحاولون ارغام مرشد السياح غير النظامي التابع للمجموعة الاولى على التخلي عنه لينتهي الامر بشجار. مروض الافاعي يضع أفعى الكوبرا على كتف السائح بدون استئذان ثم يلتقط له صورة وهو مبتسم . هذه الابتسامة المكلفة تتحول الى عبوس وندم بعد ان يطلب منه المروض مبلغ 50 يورو مقابل الصورة. لم يكن هذا السائح غير صحافي هولندي عرى مظاهر النصب والاعتداءات على السياح في أجمل بلد في العالم باستعمال كاميرا خفية. جامع الفنا ساحة للنصب تبدا معاناتك كسائح اول ما تطأ قدماك هذه الساحة. يقوم مروض الثعابين بوضع ثعبان الكوبرا حول كتف السائح دون موافقته لتكون أغلى صورة في حياة السائح حيث لن يتخلص من مضايقة المروض الا بعد ادائه لعشرين يورو. بعدها نكتشف في ساحة جامع الفنا اغلى دخل في المغرب حيث ان القرد يتقاضى مبلغ 100 درهم (عشر أورو) عن كل صورة. اما منشط الحلقة (مسرح في الهواء الطلق) فينعت السائح بالإسرائيلي بعد رفضه لأداء مبلغ "مهم" مقابل العرض "المهم" الذي قدمه. اخيرا و ليس اخرا صورة مع مغنيي كناوة التي عرضت على السواح بدون مقابل اصبحت تساوي مائة درهم. حتى قصد مطعم لتناول وجبة العشاء لا يخلو من مشاكل. حيث عرض احد الاشخاص مرافقة السياح الى احد المطاعم ليتدخل شخص ثاني و ثالث ورابع و يتحول الامر الى شجار. كل شخص يحاول اقناع السائح بان مطعمه افضل من المطاعم الاخرى. يعترف احد مرشدي السياح غير النظاميين امام الكاميرا انهم يؤدون اتاوات للشرطة حتى لا يتم اعتقالهم بتهمة ممارسة مهنة من غير رخصة. بازار أخي في ساحة جامع الفنا الشهيرة بمراكش. يخاطب احد الاشخاص السائح الهولندي وصديقته بأدب ويستدعيهما لزيارة بازار اخيه في المدينة القديمة. "حظك جيد اليوم انه يوم التخفيضات" يضيف هذا الشخص. بعد دقائق معدودة بالمحل عاد السائح الى ساحة جامع الفنا دون ان يشتري اي شيء. انقلب الشخص من حمل وديع الى ذئب وطلب منهما مبلغ 200 درهم اي ما يعادل 10 اورو للشخص مقابل خدمة ايصالهما الى بازار "أخيه". مع رفضهما اجتمع اربعة أشخاص وتعالت الاصوات لتنتهي القصة بتسليم مبلغ 150 درهم. نصب و احتيال في محل لبيع الاعشاب الطبية فوجئ الصحفيان بان البائع يتحدث الهولندية. امرأتان تقومان باستخلاص زيت شجرة أركان (يستخدم في مستحضرات التجميل) بطريقة تقليدية لإضفاء مشهد الاصالة على زيت أركان المقدم للبيع. "المغاربة أقل الشعوب التي تصاب بالسرطان نظرا لاستعمالهم الزيوت الطبيعية" يقول البائع بلغة هولندية ركيكة عازفا على الوتر الحساس لدى الزبون الهولندي حيث يفتك هذا المرض بآلاف الارواح في هذا البلد. دفع السائح 75 يورو و انصرف فرحا بزيت أركان و سعره "المنخفض جدا" بالمقارنة بأسعار اوروبا. ثوان امام الباب تلتقط الكاميرا مشهدا للبائع وهو يسلم الشخص المرافق مبلغا من المال. بعد مواجهته بالمشهد لم يستطع البائع انكار انه ادى الى الشخص المرافق خمسة في المائة من المبلغ الاجمالي الذي يصرفه السائح. قام الصحفي بأخذ زيت اركان الى تعاونية تقوم بإنتاجه والتي اكدت انه مغشوش و مخلوط بزيوت اخرى شانه شان جميع زيوت اركان المقدمة في سوق جامع الفا. التزوير أظهر البرنامج مشاهد متكررة لزرابي (قطعة سجاد) يزعم عارضيها ان عمرها 500 سنة واواني خزفية يزعم اصحابها انها تحف قديمة لها قيمة تاريخية. طاجين جديد يتم تحويله الى طاجين مستعمل يعود الى الازمنة الخالية باعتراف العاملين في الخزف. تبلغ الدراما ذروتها عند بائع الزرابي الذي اعترف بطريقة تزوير الزرابي حيث توضع في زيت الزيتون لمدة عشرة أيام ثم تغسل و توضع في الشمس و بعد ذلك يستعمل المقص بأحداث بعض التقطيع و التشوهات حتى تبدو قديمة جدا. اصبحت مهنة المرشد السياحي غير النظامي صناعة مؤسسة قائمة على اخد نسبة 50 في المائة من ما يشتريه السياح و اذا رفض اي متجر او مطعم التعامل معهم يتعرض لحملة تشويه سمعته حتى يخضع لابتزازهم.