تقع بلدة تروكوت في قبيلة تمسمان،وبالضبط في السهول الخصبة التي توجد عادة على ضفاف نهر نكور في الجهة الغربية، وفي الشرق يحدها جبل القامة العريق الذي يحمل في طياته ماضيا دفينا من تاريخ المنطقة لما لعبه هذا الأخير من الدور البارز في مقاومة الإستعمار الغاشم،وتطل على البحر الأبيض المتوسط شمالا،وتحدها في الجنوب منطقة"جبالة."تعتبر بلدة تروكوت بلدة أمازيغية ريفية تابعة لقبيلة تمسمان،كما أنها كانت من أهم المناطق شأنا التي ساندت المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي في مقاومة الأطماع الغربية قصد الدفاع عن حوزة المنطقة الريفية آنذاك، كما أنها تتميز بعدد سكانها المتوسط الذين كان لهم الفضل الكبير في تاريخ المنطقة عموما وتروكوت على وجه الخصوص. فتاريخ هذه البلدة حافل بالأحداث التاريخية التي عرفها المغرب منذ أقدم العصور ، بل وأكثر من ذلك لعبت في كثير من الأحيان دور البطولة. كما أضحت البلدة محط الأطماع بمختلف تلاوينها وأشكالها ،خاصة منها تلك التي كانت بالبحر الأبيض المتوسط على مر التاريخ ، وقد شكلت دوما ملاذا للثائرين والطامعين في الحكم.إلا أن ذلك لم يثن من إرادة وعزيمة أهلها في الحفاظ والدفاع عنها بشتى أنواع الوسائل المتوفرة. ولم يجد الغزاة من منفذ لطمس عادات وتقاليد وأعراف البلدة، بل ظلت هذه الأخيرة متشبتة ومفتخرة بها إلى يومنا هذا.بالرغم من الممارسات الوحشية التي مورست على أبناء البلدة.علاوة إلى أهميتها التاريخية التي تكمن في كونها كانت منزلا ودارا لضيافة الوافدين عليها من أتباع الخطابي وكذا تزويدهم بالمعونة اللازمة ،ناهيك عن الدور المهم الذي قاموا به أهلها في خوض غمار الجهاد إلى جانب البطل الريفي المكنى ب "مولاي موحند" ومقاومة المستعمر الأجنبي الغاشم.لكن الذي يعترضنا دائما على عكس الثقافات والهويات التي تحافظ على تراثها وآثارها وتقاليدها وعاداتها عن طريق تدوينها والحفاظ عليها كإرث تاريخي خاص تفتخر به. فإنه للأسف الشديد أن الثراث الأمازيغي لم يحظ بنفس الاهتمام مقارنة مع نظيرته الأخريات، واكتفى بما هو شفهي فقط. لذا وجب علينا نحن أن نغير أنفسنا للأحسن إلى الأفضل ونكتب وندون تاريخنا وتاريخ منطقتنا بأنفسنا بشكل موضوعي أكاديمي علمي رصين ،بعيدا عن التحيزات والاديولوجيات والهفوات . الأمر الذي يدفعنا وبالضرورة في الخوض في غمار النبش في ماضي منطقتنا التي قلما نبش فيه، وإزاحة الغموض الذي كان ولايزال يكتنفها ويعتريها.