في البداية أيها القراء الأعزاء أريد أن أحيطكم علما أن هذا المقال من خلاله سنحاول مساءلة رئيس فرع بني بوعياش للجمعية الوطنية بصدد المقال المنشور باسمه تحت عنوان "انتفاضة أيث بوعياش من الضحية ومن المستفيد"، هو بكل تأكيد باعتباري كمتتبع للأحداث عن "قرب" قد أثار انتباهي هذا المقال المذكور أعلاه، وبهذه المناسبة أود أن أسائل صاحب المقال حول مجموعة من المعطيات التي تبدو غير مكتملة تارة ومغلوطة تارة أخرى، وبذلك سنعمل على بيانها وتوضيحها بروح نقدية وعين بصيرة وذاكرة يقظة، مراعينا بذلك كل الموضوعية والأمانة العلمية في التعاطي مع هذه المعطيات التي سردها "سيد" الرئيس وذلك على الشكل التالي : للتذكير فقد ورد في هذا المقال ما يلي : "لكن مع تطور الإحتجاج و اشتداد الإحتقان الإجتماعي من داخل البلدة وتغلغل ثقافة الإحتجاج في كل الفئات العمرية من الطفل الرضيع إلى الشاب و الهرم. لم يكن النظام السياسي بالبلاد ليتعامل مع هذه الحركة الإحتجاجية إلا بأسلوبه الجديد القديم البشع، و هو نخرالحركة و جعلها تزيغ عن السكة الصحيحة و للأسف كان الوقت قد تأخر لنكتشف ذلك. ففعلا المقولة التي تقول "لا تكترث لما هو آت سيوتيك بالخبر من لم تأمر و سيوريك الزمان ما أنت جاهل" قد أكدت صحتها وانكشف امر من كان يلح على جر الجماهيرإلى متاهات و مستنقع لم يحمد عقباها و محاولة وضع حد من كان يحتكم الى أبجديات النضال الجماهيري الواعي و المنضم، و جر الحركة الإحتجاجية إلى فوضى و تغيب تحديد المسؤوليات مع العلم أن الحركة في أواخرها أصبحت تحمل في طياتها بعدا سياسيا، تارتا كان ثوريا و أخرى كان انفصاليا...او اصلاحيا." "سيدي" الرئيس أثناء سردك لهذه المعطيات كان لزام عليك أن تراعي الحد الأدنى من الموضوعية في التعاطي مع أحداث أيث بوعياش، وذلك من أجل تبيان وتوضيح للرأي العام المحلي والوطني والأممي حقيقة ما جرى لينقشع الغبار حول ما حدث بالتحديد لترتاح ساكنة بوعياش الصامدة على الأقل من الناحية النفسية، كان عليك سيد الرئيس وأنت تكتب بصدد هذه الأحداث في ذكراها الأولى، أن تبين لنا حقيقة ما حدث وذلك بالإجابة على بعض الأسئلة التي جعلت جل المتتبعين لأحداث بوعياش يصاب بغبش في الرؤية ودوار في الرأس لمدة ليست باليسيرة حول كل ما حدث في 8 مارس، مراعيابذلك "سيد" الرئيس كل الحقيقة، بما هي قيمة وغاية إنسانية مرغوب فيها لفضح المستور وكشف المحظور بغية تصحيح ما يمكن تصحيحه في أفق ننشده جميعا وهو بناء حركة جماهيرية منظمة، لكنهابالمقابل حركة واعية بمشاكلها وحاجياتها، بعيدا عن اعتبار الساكنة مجرد كتلة "حشدية" أو لنقل مجرد قطيع يجر لتحقيق منفعة شخصية ذات أفق محدود وانتهازي محض. نسائلكم "سيد" الرئيس، إذن : 1_ من هم بالضبط الأشخاص الذين كانوا يحتكمون إلى أبجديات النضال الجماهيري الواعي والمنظم ؟ 2_ من هم الأشخاص الذين كانوا يرفضون أي منطق للحوار ويزجون بالحركة في أفق غامض ومسدود؟ 3_ من هم الأشخاص الذين حاولوا تسييس الحركة وإعطائها بعدا ثوريا؟ 4_ من هم الأشخاص الذين حاولوا بلا هوادة إضفاء الطابع الإنفصالي على الحركة؟ 5_ من هم الأشخاص الذين حاولوا نهج أسلوب نضال إصلاحي؟ الإجابة عن هذه الأسئلة هو كفيل بتنوير الرأيين المحلي والوطني وكشف النقاب عن حقيقة الأمور، كي لا يعتقد من لا دراية له بمجرى الأحداث أنه كانت هناك أشباح تقود الحركة وبالتالي تكريساللاوضوح الذي طبع مسار الحراك الاحتجاجي ببوعياش الصامدة، ولكي نجعل من التاريخ أداة نتعلم منها كيف ينبغي أن نفهم أبجديات النضال علينا كشف الحقيقة كما هي، وأنا على يقين "مطلق" بما أنككنت فاعلا من داخل هذا الحراك الجماهيري أنك ربما تمتلك الجواب الكافي والشافي عن كل هذه الأسئلة، فاذا كان العكس ما أعتقده فربما قد أعتبرك ضحية من ضحايا هذا الحراك الاحتجاجي ببوعياشلأنه بتواجدك فيه يجب أن تكون مدركا لحقيقة الأمور وخبايا الأحداث، فقط "سيد" الرئيس عليك التحلي بالقليل من الجرأة لانها أخت الشجاعة، وقليل كذلك من الصرامة في التعاطي مع الأحداث وهذا كفيل وكافي لبيان حقيقة الأمور وخبايا الأحداث، أحداث 8 مارس. "سيد" الرئيس الغريب فيما كتبته كذلك، هو لحظة انتقالك للشطر الثاني من التوضيحات، فقد لاحظت أنك تعمدت إلى نهج أسلوب فيه الكثير من المغالطات وقلب جذري للحقائق حيث استطردت قائلا: "عادي أن يقمع النظام نضرا لطبيعته التاريخية القمعية لكن ما يحز في النفس هو أن تجد بيادق النظام المسخرة تتجلب بجلباب ثوري مناصر للخط الجماهيري لكن ما خفي أعظم، فحقيقتهم أنهم أعداء الجماهير، يتحركون وفق تعليمات دقيقة مستغلين عفوية المحتجين و حماستهم من أجل حرقهم و التدفئ بجثثهم نعم و نعي جيدا ما نقصد. و سقط عنهم القناع بعد ما زج بالأبرياء في السجن. أما آخرون أصبحو وجوها بارزة في تنظيمات ولدت من رحم الداخلية و المخابرات، نعم فأبناء المضطهدين المناضلين ضحوا، أما سماسرة الدماء استفادو و كرسو ثقافة الخيانة التي ما فتئ أبناء المنطقة يحاربونها" وهو ما يفيد ويبين بجلاء ان كل "رفاقكم" ورفاقنا الذين زج بهم في السجن لم يكونوا أبدا هم المعنيين بقيادة الألوان السياسية التي كنت تتحدث عنها أعلاه، ولم يكونوا أبدا هم من يتحملوا المسؤولية في دفع عفوية الجماهير إلى رفض كل ما من شأنه أن يكون مخرجا أو حلا لأزمة البلدة وأزمة الحركة بالتبعية. هل يمكننا أن نفهم من خلال كلامك يا سيدي الرئيس أن هناك أحد آخر قام بهذه المهمة؟ لا، وأبدا لأن التاريخ لا ينسى فهو قادر أن يحاسب ويعاقب الجميع، والجماهير وجل المتتبعين على دراية تامة بكل السيناريوهات التي كانت تحكم الحركة من داخل البلدة، والجماهير هي أدرى بهوية من كان يقود الاحتجاجات إلى مسار غامض، وبخطوات غير محسوبة، وبالتالي "سيد" الرئيس كفانا عبثا واستهتارا بعقول الساكنة وبالمعطيات الدقيقة والعلمية التي كانت فوق الميدان. فلنعلنها بصراحة وبدون لف ودوران، لنطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين بعيدا عن النبش في من كان المسؤول بالدرجة الأولى، ومن المسؤول من الدرجة الثانية...وهكذا دواليك، وبعيدا كذلك عن تشويه الحقائق الميدانية، بهذا فقط يمكن أن نتعلم من الأخطاء التي نرتكبها أثناء الممارسة العملية لأنه علمتنا قناعاتنا ومبادئنا أنه من يمارس يخطئ، ونحن ما زلنا بخير ما دمنا نتقبل النقد والنقد الذاتي، "سيدي"الرئيس كل 8 مارس وبوعياش صامدة مناضلة ومكافحة.