خاضت الجماهير الطلابية موقع وجدة منذ بداية هذه السنة الدراسية 2012/2013 مجموعة من الخطوات النضالية من أجل الدفاع عن حقوقها العادلة والمشروعة والحفاظ على المكتسبات أمام الهجمة الشرسة على أبسط حقوق الطالبة المتمثلة أساسا في مجانية التعليم و حق الجميع في استكمال دراسته الجامعية و حق جميع الطلاب في منحة دراسية و في سكن لائق وفي باقي خدمات المرافق الجامعية من الكفترية و المطعم و المكتبة و غير ذالك . هذا العام بالظبط كان موعد الطلبة مع سياسية حكومية أكثر تشددا فقد تم توقيع اتفاقية من طرف وزارة التعليم العالي مع وزارة الداخلية لعسكرت الجامعة و منع الطلاب من حقهم في التظاهر , تمهيدا لشن هجوم على المكاسب التاريخية لطلبة . وأمام الرغبة الملحة للحكومة الملتحية لخوصصة الجامعة, لاعطاء الضوء الأخضر لتقدم الاستثمار الرأسمالي في التعليم العالي , كان رد الطلبة هو اعلان الصمود و التحدي بمعضم المواقع الجامعية , و هكذا تعرض الطلبة لمختلف أشكال التعنيف و الاعتقال , و صولا الى الاستشهاد على أيدي قوى القمع ( الأمن) حيث استشهد الطالب محمد الفيززي في جامعة فاس و الطالب بجامعة مراكش . ان هذا القمع المستمر دائما ما ينجح في إبقاء الكفاح الطلابي في حلقة مفرغة من النهوض الأولي ثم التراجع السريع، دون مراكمة القوى والخبرة، بسبب ما يطبع ذلك الكفاح من تشتت، وطابع محلي، واقتصار على مطالب جزئية، وانقراض التنظيم الطلابي بجامعات عديدة، واستمرار انعدام هياكل توحد المطالب والنضالات. في هذا السياق ارتأت الجماهير الطلابية موقع وجدة يوم 13 يناير 2013 في توجه عام مقاطعة امتحانات الدورة الخريفية كشكل من أشكال تصعيد نضالاتها وايمانا منها بأن الحق ينتزع ولا يعطى، وقد عبرت الجماهير عن وعيها وعن مدى تحملها للمسؤولية في إنجاح هذه المحطة النضالية. وبعد نهاية العطلة البينية وانسجاما مع استمرار المعركة خاضت الجماهير الطلابية مجددا أشكالا نضالية موازية.غير أن تجاهل الرئيس اللامسؤول للملف المطلبي، ومحاولته نهج سياسة الهروب إلى الأمام بلقاءات صحفية غير مسؤولة وخطابات تمهيدية لعسكرة و بمصطلحات جديدة غريبة عن أعراف الجامعة. ووعيا من الجماهير الطلابية بمثل هكذا مخططات وتفاديا لأي ردود أفعال لا تخدم مصلحة الطالب والمعركة التي يخوضها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب موقع وجدة عبرت الجماهير الطلابية في نقاشات ديمقراطية حول مصير المعركة فخلصت عبر توجه عام يوم 09 فبراير 2013 إلى اجتياز امتحانات الدورة الخريفية بشكل عادي مع التشبث بالملف المطلبي. لكن ما تفاجأت به الجماهير الطلابية هو عسكرة الجامعة بإذن من رئيس الجامعة بدون مبررات، بدءا من أبوابها الرئيسية مرورا بالمدرجات ووصولا إلى القاعات، مما أثر بشكل سلبي على نفسية الطالب مشكلا عليه ضغطا عن طريق الترهيب المصحوب بممارسات استفزازية وبوليسية في حق الطلبة من داخل الكليات وهو ما نتج عنه أشكال نضالية كرد فعل طبيعي وكموقف مبدئي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب من عسكرة وخرق حرمة الجامعة ,مع إصرار الطلبة على اجتياز الإمتحانات بشكل عادي وطبيعي. هكذا فرغم رغبة المسؤلين في تخويف الطلبة من المطالبة بحقوقهم المغتصبة فان الطلبة عبروا عن وعيهم و تشبثهم باطارهم النقابي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب , فالجماهير الطلابية متحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى بحيث أبانت على عزمها على النظال على المطالب النقابية بشكل منظم حيث شكلت لجن بشكل جماهيري و ديمقراطي , هذا ما سيسمح بمتابعة المعركة على الملف المطلبي بعد نهاية الدورة الاستدراكية . في الختام أريد أن أؤكد على ضرورة التفعيل الخلاق لمبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (جماهيرية، تقدمية ، ديمقراطية، استقلالية) الكفيل باستنهاض وتوحيد طاقات النضال الكامنة لدى الجماهير الطلابية، هذا ما يلقي على كاهل التيارات الأوطمية الفاعلة مسؤولية تاريخية عظيمة في إخراج الحركة الطلابية من أزمتها . ولا ريب أن الشرط الأساسي للنهوض بتلك المسؤولية هو التجرد من علل عقود الأزمة , من عصبوية وميل إلى الوصاية على الطلاب، وتعطيل الديمقراطية في تسيير النضال، ونزوع إلى العنف في تدبير الخلاف، .... عاش الحرية للمعتقلين السياسيين عاش الإتحاد الوطني لطلبة المغرب