في إطار المجهودات المبذولة لتحسين مناخ الأعمال والهادفة إلى تلبية رغبات المستثمرين في مختلف القطاعات الاقتصادية عبر مواكبتهم تقنيا واقتصاديا وماليا، وسعيا من المركز الجهوي للإستثمار بجهة تازةالحسيمة تاونات لتوفير البنيات الاستقبالية القادرة على إقناع حاملي أفكار المشاريع لإنجاز استثماراتهم بالمنطقة، لما لهذه الأخيرة من إمكانيات ومؤهلات مهمة، انعقد يوم الثلاثاء 25 شتنبر 2012 بمقر ولاية جهة تازةالحسيمة تاونات، إجتماع موسع حول تحسين مناخ الأعمال بالجهة، ترأسه السيد والي الجهة، وبحضور كل من مدير المركز الجهوي للإستثمار، رئيس المجلس الجهوي، رئيس غرفة التجارة والصناعة و الخدمات، ممثل صندوق الإيداع و التدبير، ممثل الإتحاد العام لمقاولات المغرب، ممثل وكالة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال، ورؤساء مجالس جماعية، ورؤساء المصالح الخارجية ومديرو المؤسسات البنكية، ومستثمرون ومحاسباتيون. وقد استهل السيد محمد الحافي، والي الجهة، عامل إقليمالحسيمة، كلمته باستعراض ما أسماها "أفكارا من أجل خلق مجال تنموي مستدام يمكن الجهة من أن تلعب دورا إستراتيجيا على المستوى الجهوي والوطني " مذكرا " بالأوراش الكبرى التي فتحت في مختلف المجالات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده" مركزا في مداخلته على "إقتصاد المعرفة" القائم على العلم و تكوين الأطر والموارد البشرية الكفأة والمؤهلة، وعلى مفهوم الإقتصاد الذي يجب أن يكون في مصلحة الجميع، عبر التقليص من الفوارق الإجتماعية ومن أجل خدمة الإنسان، حتى يركب الجميع قطار التنمية، واستشراف آفاق العمل التنموي القائم على الاستثمار والأفكار الإبداعية التي تعتبر الجهة في أمس الحاجة إليها.
أما السيد عبد الحميد المزيد، مدير المركز الجهوي للإستثمار، فقد أكد من جهته، أن موضوع هذا الاجتماع الموسع حول تحسين مناخ الأعمال و الاستثمار بالجهة، بات يستقطب اهتمام كافة الفاعلين سواء على الصعيد الوطني، أو المحلي، الحكومي أو على مستوى القطاع الخاص، دون أن ينسى الاهتمام الشعبي والإعلامي الذي تحظى به قضايا الاستثمار عموما، باعتباره المدخل الرئيسي إلى تدارك جل الخصاصات المسجلة على صعيد المؤشرات السوسيو اقتصادية، وتحقيق التنمية المستدامة و التشاركية وتعزيز سياسة القرب وخلق فرص الشغل، معتبرا في كلمته هذه أن "كل المشاركين في هذا الاجتماع الموسع، على وعي راسخ بالأهمية التي يحظى بها موضوع تحسين مناخ الأعمال ضمن سياسة حكومة صاحب الجلالة نصره الله، والمجهودات التي تبذلها من أجل النهوض بأوضاع هذه الجهة". وفي هذا السياق، وفي إطار أنشطة المركز الجهوي للاستثمار الرامية إلى الانفتاح على مختلف الفعاليات والحساسيات، استطرد مدير المركز، أن تنظيم هذا الاجتماع يهدف إلى تلبية رغبات المستثمرين في مختلف القطاعات الاقتصادية و ذلك بمواكبتهم إداريا وتقنيا واقتصاديا و ماليا، مستحضرا وعي المركز بأهمية المقاربة التشاركية التي أفضت به إلى بلورة مشروع إحداث صندوق جهوي للاستثمار والذي ستتجسد لبنته الأولى بإحداث صندوق إقليمي للاستثمار بإقليمالحسيمة الذي سيشكل نموذجا في أفق إحداث صناديق مماثلة بباقي أقاليم الجهة، وذلك بتضافر جهود كل من القطاعين العام و الخاص (الدولة و الجهة و الأبناك و المؤسسات المالية ووكالات التنمية والمستثمرون) لتمكين الشركاء من توفير غلاف مالي يضمن انطلاقة أنشطة الصندوق واستمراريته، ليواكب مسلسل التنمية بجهة تازة-الحسيمة-تاونات الذي يتجلى في المشاريع المهيكلة التي أعطيت انطلاقتها بفضل العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سواء تعلق الأمر بقطاع البنيات التحتية أو القطاع السياحي أو الصناعي. وستمكن الآلية العملية لهذا المشروع الشركاء المستقبليين من الاستفادة من الموارد المالية و الإرشادات و الخبرات و مختلف وسائل الدعم الإستراتيجية منها و التنظيمية التي ستقدم من طرف الشركة التي ستتكلف بتسيير هذا الصندوق والتي سيتم إحداثها مستقبلا لهذا الغرض و ذلك بغية مواكبتهم في بلورة خطط عملهم بالمساهمة في تشخيص نقط القوة و الضعف للشركات و التفكير في المشاريع التنموية و الاستراتيجيات المالية من أجل مواكبة حاملي المشاريع بالجهة. ليجمع الحاضرون في ختام هذا اللقاء على أهمية مثل هذه المبادرات، مثمنين إنشاء صندوق للإستثمار بإقليمالحسيمة في أفق تعميم التجربة على باقي أقاليم الجهة.