جاء ذلك على هامش يوم تواصلي نظم مساء أمس بالمركب الثقافي جمال الذرة بأكادير تحت إشراف معهد الصحافة بأكادير و بشراكة مع جمعية الإعلاميين الشباب ، و ذلك في إطار الدرس الإفتتاحي لمعهد إيجا بريس لهذا الموسم أختير له كعنوان ” الحق في الوصول للمعلومات ” ، إحتفاء بتجربة الأستاذ و الشاعر عبد الرفيع الجواهري ، لقاء حضره كذلك إلى جانب الضيف رئيس معهد الصحافة بأكادير أحمد الطالبي ، و عدد من الباحثين و الأدباء و طلبة جامعة ابن زهر ، وثلة من الإعلاميين ممثلي عدد من المنابر الإعلامية الجهوية و الوطنية بأكادير . اللقاء كان مناسبة للأستاذ عبد الرفيع الجواهري تطرق من خلاها و بتفصيل لمجموعة من التجارب الإعلامية في علاقتها بالوضع الراهن وطنيا و دوليا في نطاق ما سماه ” تجارة المعلومات ” و التي ترتكز على عدة مقومات و أسس لابد من إستحضارها لبلوغ المعلومة ، و استدل في مستهل حديثه بما وقع مؤخرا في مدينة العيون وما رافقها من تشويه للحقائق و المعلومات من الأجهزة الإعلامية الإسبانية ، فانعرج بعد ذلك لعكس تجارب مميزة في المشهد الإعلامي الدولي كالولايات المتحدةالأمريكية قبل وقوع أحداث 11 شتنبر ، بالمقابل تطرق لتجارب محدودة الرؤى والأبعاد كالفرنسية مثلا و التي عملت على إشاعة ثقافة التعتيم ، و عدم التعامل بشفافية مع قضية إختفاء المهدي بن مباركة ومقتله فيما بعد بباريس في أكتوبر 1965 . و اختتم حديثه بمناقشة ما يطلق عليه مسطرة التشكي التي غالبا ما يتم اللجوء كلما إستحال حدوث فائدة المعلومة التي إعتبرها من قيم المواطنة الحقة وضد كل فساد مالي أو إداري وبالتالي الوصول إلى فائدة كبرى حسب رأيه تتمثل في الثقة الكبرى لمؤسسات المجتمع المدني كطرف جد فاعل في مسار تطوير الحكامة الجيدة ، و ذكر بمسألة مهمة هي أن السعي وراء المعلومة يضع المؤسسة بحد ذاتها أمام أمر واقعي يتطلب منها خلق أرشفة خاصة بها . هذا قبل أن يتم فسح الباب في نهاية المطاف أمام تساؤلات الحاضرين ، ومناقشة ما جاء في العرض الذي دام أكثر من ساعتين و نصف الساعة بالمركب ، و للإشارة فقط فأهم نقطة جاءت في معرض رده على الحاضرين هي ضرورة إعادة النظر في قانون الصحافة المغربي حسب عبد الرفيع الجواهري دائما . و للإشارة فالكاتب و الأديب المغربي الجواهري ولد بمدينة فاس سنة 1944 و تابع تعليمه بالمدارس الحرة التي أنشأها رجالات الحركة الوطنية المغربية لتدريس اللغة العربية. في سن 16، التحق بالإذاعة الوطنية للعمل بها، وحصل على الإجازة في القانون سنة 1967. كما أحرز على شهادة الدروس المعمقة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش. ولج الجواهري الميدان السياسي وامتهن مهنة المحاماة، لكن هذا لم يمنعه من العطاء الأدبي . فقد ارتبط اسم عبدالرفيع الجواهري بقصائده المغناة التي لحّنها الفنان المغربي الراحل عبدالسلام عامر، وأشهر هذه القصائد: “راحلة” و”القمر الأحمر” و”يا جار وادينا”. كما صدر له ديوانان شعريان” وشم في الكف” في 1981 و”شيء كالظل”، في 1994، وانتخب رئيساً لاتحاد كتاب المغرب سنة 1996.