تنظر غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، يوم التاسع من دجنبر الجاري، في سادس جلسات محاكمة الأستاذ الجامعي، سعيد بنحيسون، المتهم بقتل طالبته، سناء هدي، 27 عاما، داخل إحدى غرف كلية العلوم، التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير. وكانت الغرفة نفسها، قررت، خلال الأسبوع الثاني من شهر نونبر الماضي، تأجيل النظر في هذا الملف، من أجل البت في ملتمس دفاع الأستاذ الجامعي المتهم، الذي طالب باستدعاء الطبيب الشرعي، الذي قام بعملية تشريح جثة الضحية، ليوضح أمام المحكمة أسباب الوفاة، إن كانت فقط بالخنق أو على إثر إصابات أخرى وجدت في بعض أنحاء من جسد الضحية. يذكر أن الغرفة نفسها أجلت أولى جلسات النظر في هذا الملف، بسبب عدم حضور دفاع المطالب بالحق المدني للجلسة. ويتابع الأستاذ الجامعي بتهمة القتل العمد، وتغيير معالم الجريمة، والسرقة. وكان قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بأكادير، تابع المتهم بتهمة القتل غير العمد، غير أن النيابة لدى المحكمة نفسها استأنفت الحكم، وأحالته على غرفة المشورة بالمحكمة نفسها، التي أصدرت قرارها بمتابعة المتهم بتهمة القتل العمد. وكان الأستاذ الجامعي المتهم، 46 عاما، قتل “خنقا” طالبته الجامعية، المتحدرة من الصحراء(كلميم)، والتي كان يشرف على رسالة الدكتوراه، التي كانت تحضرها بكلية العلوم، التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير. واهتدى المحققون بولاية أمن أكادير، الذين كثفوا مجهوداتهم لكشف غموض مقتلها، بمجرد العثور على جثتها بالقاعة 108، التابعة لشعب البيولوجيا بكلية العلوم، إلى المتهم، وهو متزوج، وله أبناء. اعترف المتهم بقتله طالبته، بعد يومين من التحقيق المعمق معه، ليخلص المحققون إلى أن الأستاذ متهم في قضية مقتل طالبته بعد مواجهته بالأدلة والقرائن، المتمثلة في آثار بصماته على عنقها، وأيضا، بعض الرسائل القصيرة “اس ام اس”، مشفوعة بعبارات تحرش وغرام ومعاكسة، عثرت عليها عناصر الفرقة الجنائية الأولى بولاية أمن أكادير بهاتفها المحمول، الذي أخفاه المتهم بمنطقة بعيدة عن الجامعة، وكان أرسلها إليها من هاتفه المحمول، أياما قبل مقتلها في كلية العلوم. واعترف المتهم للمحققين بتبادل رسائل قصيرة بينه وبين الضحية، قبل مقتلها داخل الحرم الجامعي، خنقا، مضيفا أنه كان دائما يحاول الانفراد بها، بيد أن لامبالاتها لاهتمامه بها كان يدخلهما في مشاداة كلامية. وأقر المتهم أن الضحية أفقدته صوابه عشية يوم مقتلها، عندما اجتمع بها على انفراد، في مكتبه الخاص بكلية العلوم، ما جعله يسدد لها لكمة قوية ومفاجئة، جعلت أنفها ينزف دما، قبل أن تسقط أرضا. وزاد المتهم معترفا، أنه وجد نفسه، لاشعوريا، يحكم قبضته حول عنق الضحية، إلى أن توقفت أنفاسها،ثم جرها من قفاها إلى غرفة مهجورة قرب مكتبه، وأغلق الأبواب، وغادر الكلية في اتجاه منزلها، للاتصال بأفراد أسرتها، لاستفسارهم حول تأخرها عن العودة إلى بيتها، عكس العادة. واكتشف المحققون، من خلال التفتيش في سوابق الأستاذ المتهم، ميوله إلى العدوانية في علاقته بالطلبة وأطر الجامعة، برزت قبل حادث خنق طالبته سناء حتى الموت، في واقعة تشابكه بالأيدي مع عميدة سابقة لكلية العلوم، ووصلت تلك القضية إلى القضاء.