أسئلة يجيب عنها الدكتور حميد لشهب، إطار بوزارة الفلاحة المغربية. كيف نعرف سلامة وجودة الأضحية عند شرائها؟ مما يدل على الصحة الجيدة للخروف، حركيته ونشاطه وشهيته للأكل، كما تكون عيناه مملوءتان وعروقه السطحية بارزة وجلده جافا وصوفه ثابتا على الجلد وأسنانه بيضاء، ولثته صلبة، وباطنا ركبتيه قويين وكذا الغشاء المخاطي للعين ورديا وحرارة الجسم عادية (39 درجة)، كما يكون التنفس والاجترارعاديين. ويتعرف على مستوى السمنة بواسطة اللمس باليد على بعض الأعضاء كلمس الإبط والديالة وبساط الظهر وأسفل الصدر. كما يجب الفحص للتأكد من عدم وجود كسور أو رضخ أو جروح تعرضت لها الأضحية خلال النقل. كيف يتم الاعتناء بالأضحية بعد شرائها؟ يجب معاملة الأضحية بلطف، ويستحب ربطها من قرونها واجتناب الربط من الأرجل، كما يجب وضعها في مكان دافئ، مع اجتناب ممر الرياح أو الرطوبة، وعدم تعريضها لإزعاج الأطفال. ولا ينبغي تغذيتها بقوة خلال الأيام الأولى، كما لا ينبغي تقديم العشب الأخضر الطري والخبز اليابس أو الشعير بكثرة، ويجب أن تتناول الماء على الأقل مرتين في اليوم. ويجب الإمساك عن تغذيتها على الأقل 21 ساعة قبل الذبح (ليلة العيد) والاقتصار على تقديم الماء فقط. ماذا يجب خلال عملية الذبح والسلخ؟ قبل عملية الذبح لابد من تهيئة محله وتهيئة وسائله، فيجب أن تكون السكين حادة لكي يمكن من قطع الحلقوم والمريئ والودجين. كما يجب إخفاء السكين عن أعين الأضحية. فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تحد الشفار وأن توارى عن البهائم، كما يجب إراحة الذبيحة،إذ روى الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته”. ويجب التذكير باحترام وقت الذبح، وكذا توجيه الأضحية إلى القبلة . وبعد نحر الأضحية وإزالة الرأس والأرجل، يجب سلخ الباقي بسرعة لتجنب تلوثها الداخلي، مع تجنب تلويث اللحوم بأوساخ الصوف. كما يجب الامتناع عن عملية النفخ عن طريق الفم. وبعد عملية السلخ، لابد من القيام باستخراج الأعضاء الداخلية، وهذه العملية تستدعي التأني لتجنب فتق الأمعاء، مما قد يؤدي لتلوث الأعضاء الأخرى ثم وضع هذه الأعضاء في وعاء نظيف وغسلها بماء الشرب. وبعد تنظيف السكين تزال الكبد مع تجنب فتق المرارة، وتوضع في إناء خاص ثم تزال الرئتان والقلب، وبعد هذه العملية يفتح جوف السقيطة لإفراغ الدم والماء المتجمع، ثم يصب الماء داخليا وخارجيا. ولتجنب التعفنات يجب أن لا ننسى إزالة المثانة التي تكون مملوءة بالبول، وكذا إزالة الشرج. كيف يمكن التعرف على بعض الأعراض المرضية بعد ذبح الأضحية؟ بالنسبة للسقيطة (اللحم): إذا كان “لون اللحم داكنا أو أصفر”، فإن ذلك يدل على أن الأضحية غير سليمة، لهذا يجب الاتصال بالمصالح البيطرية بالنسبة للكبد والرئتين: أ وجود الأكياس الديدانية، وهي أكياس مائية، وتمثل أهم الإصابات وأكثرها انتشارا، وهو مرض طفيلي مشترك بين الحيوان والإنسان يسببه الطور اليرقي للدودة القرعية، التي توجد عادة في الأمعاء الدقيقة للكلاب، وفي الرئة والكبد، وأحيانا في القلب، ويعرف هذا المرض بمرض الأيدي المتسخة. ويشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان، ويؤدي أحيانا إلى الموت. وإذا لوحظ وجود كيس أو اثنين، يمكن إزالته مع عدم فتقه وتفريغ محتواه، ويمكن استهلاك الباقي دون مشكل. أما إذا كان العضو يحتوي على عدة أكياس وفي مساحة كبيرة، فيجب إتلافه بأكمله. ب يرقة الدودة الشريطية: إن هذا المرض الطفيلي يكون على شكل نقط بيضاء في الكبد أو أكياس مائية صغيرة بالوجه الداخلي للكبد أو في شحم الأمعاء، وفي هذه الحالة يجب تنقية الأعضاء المصابة إذا كانت الإصابة خفيفة، أما إذا كان العضو مملوءا بالنقط البيضاء فيجب إتلافه بأكمله. ج فاسيولوز: هو مرض طفيلي يصيب الكبد، ويظهر بقنوات الكبد عند شرحها. فإذا كانت الإصابة خفيفة تنظف الكبد وتغسل، وإذا كانت الإصابة بليغة، حيث تصبح الشرايين الداخلية للكبد جد صلبة مع تغيير لونها إلى الأبيض، وهو ما يعرف ب “تشمع الكبد”، فيجب إتلافها وعدم استهلاكها. د دودة الرئة: وهو طفيلي يصيب الرئة، ويكون على شكل حبة بارود في أسفل الرئة. في هذه الحالة يجب إزالة الجزء المصاب. ه تلوث الرئة بالدم: وتنتج هذه الحالة عند الذبح، بحيث يتسرب الدم إلى داخل الرئة عن طريق القصبة الهوائية. في هذه الحالة يجب إزالة الجزء الملوث من الرئة. و دودة نبر الضأن: وتسمى يرقاتها “النغف” وتعيش في التجاويف من الأنف، وفي عظم الجبهة، وتلاحظ عند فتح الرأس على طول الخواشيم. ولا يشكل هذا الطفيلي أي خطر على صحة المستهلك، وعند معاينته يجب إزالته. بعد الانتهاء من عملية الذبح وفحص اللحم والأعضاء، تتلف الأعضاء غير الصالحة للاستهلاك بواسطة المواد الكيميائية الخاصة (كريزيلين) أو تدفن في الأرض حتى تبقى بعيدة عن متناول الحيوانات، خاصة منها الكلاب والقطط. كما يجب تنظيف مكان الذبح والأدوات المستعملة بواسطة المواد المنظفة الضرورية. وفي حالة أي شك في الإصابات المذكورة أعلاه، يجب الاتصال بالمصالح البيطرية. وماذا عن تقطيع اللحم والاحتفاظ به؟ بعد مضي 24 ساعة على ذبح الأضحية، يشرع في قطع اللحم باستعمال منشار نظيف لتجنب بقايا وشظايا العظام التي قد تسبب مشاكل للمستهلك وخصوصا الأطفال. ويجب التذكير بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا وتصدقوا. وفي حالة التخزين يمكن تخزين اللحم عن طريق التبريد، وينصح أن لا تتعدى حرارة التبريد 4 درجات، وذلك خلال الأيام الأربعة الموالية ليوم العيد، وفي حالة الاحتفاظ باللحم أكثر من هذه المدة فيجب تثليجها في حرارة 18 درجة، وهنا يقطع اللحم على شكل وجبات وتوضع كل وجبة في كيس أبيض خاص بالمواد الغذائية