مباشرة بعد تحقيق ميداني، أنجزته “المغربية” الأسبوع الماضي، وتنشره اليوم كاملا، حول معاناة النساء الحوامل في تونفيت وأنفكو، بإقليم ميدلت، بسبب الضجة، التي أحدثتها وفاة 22 رضيعا تباعا وذلك في دواوير متفرقة (ترغيست: 7 حالات، وأنفكو: 7 حالات، وأيت مرزوك: 5 حالات، وتمالوت: 3 حالات)، منذ أواخر شهر رمضان الماضي، انطلقت حالة استنفار في المراكز الصحية التابعة لقيادة تونفيت، إذ تجند ممرضو المراكز الصحية على مدى 24 ساعة، خدمة للحوامل والرضع، وطالبت مندوبية الصحة بميدلت بإطلاعها بأي حالة وفاة. وحركت الوفيات ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، التي، أنجزت، أول أمس الأحد، زيارة مفاجئة إلى تونفيت وأنفكو لتفقد الوضع الصحي بالمنطقة، وأعطت الانطلاقة لوحدة طبية متنقلة، تابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن بالدواوير التابعة لجماعة أنمزي. وقالت مصادر”المغربية” بالمنطقة إن الوزيرة زارت، أيضا، المركز الصحي بتونفيت وأنفكو وطمأنت السكان بتوفير العلاجات الضرورية والأدوية للحد من الوفيات في صفوف الرضع والحوامل، كما أخبرتهم بأن الوزارة ستستمر في متابعة الموضوع مع مندوبية وزارة الصحة بميدلت للوقوف على الوضع الصحي للسكان. ولقيت زيارة الوزيرة، حسب مصادر “المغربية”، استحسانا لدى الأهالي، إذ أكدت رقية، التي فقدت رضيعها (ثلاثة أشهر)، أن هذه الزيارة أنستها لحظة مرارة فقدان طفلها، قائلة “والله، فرحنا بمجيء الوزيرة، وأحسسنا أننا ضمن اهتماماتها، وأنه، بزيارتها وإعطاء انطلاق الوحدة الطبية المتنقلة، ستنخفض نسبة الوفيات في صفوف الرضع والحوامل، ولن تتكرر المأساة”. وكانت “المغربية” زارت عددا من الدواوير، والتقت آباء وأمهات فقدوا فلذات أكبادهم حديثي الولادة، لكن اختلفت أسباب الوفاة من شخص إلى آخر. وأرجعت طبيبة المركز، التي أشرفت على بعض الوفيات، السبب إلى ماء الوادي، على اعتبار أنه ملوث، بعد أن أخذت اللجنة الطبية عينة من مياه الوادي لإجراء الكشوفات اللازمة عليها، والتأكد مما إذا كانت هي السبب الفعلي في تنامي الوفيات بين الرضع، إذ عملت على توعية السكان ونصحهم بتجنب شرب مياه الوادي، أو ترك أطفالهم يلعبون بالقرب منه. وتضاربت الآراء بين المسؤولين، إذ هناك من أرجع سبب الوفيات إلى إرضاع الرضع بحليب البقر، المليء بالبكتيريا المضرة، بينما لا يتوفر الأطفال الرضع على مناعة ضد هذه البكتيريا.