على خلفية مشروع خط أنابيب الغاز الذي يربط بين نيجيريا والمغرب والذي سيمكن عدة بلدان من غرب إفريقيا من تحقيق ازدهار اقتصادي،ومعها تنمية البلد المصدر نيجيريا.. اكد الخبير في الاقتصاد الإجتماعي والتضامني، ذ.عبد العزيز الرماني أن المشاريع التي وقعها الملك محمد السادس بنيجيريا، كلها كبيرة ترمي الى احداث مشاريع ضخمة، فحينما نتكلم مثلا عن مشروع الاسمدة المُحدث بغلاف مالي كبير، يعطي حتما لنيجيريا حاجياتها وبأثمنة مناسبة، تنفيذا للتوجه الملكي، بخصوص المنفعة المتبادلة وتدخل في اطار المشاريع التي اعطى الملك انطلاقتها في اطار جنوب جنوب. ويضيف الرماني، أن مشروع انبوب الغاز الضخم بغرب افريقيا للمغرب ومنه نحو اوروبا، والذي ستستفيد منه تسع دول، سيكون مشروعا متنوعا وخالقا للثروات، واصفا اياه بالمشروع الإشعاعي ضمن استراتيجية المغرب التنموية في افريقيا، التي لا تخذ الصبغة الثنائية، بيد ستستفيد نيجيريا ودول غرب افريقيا، كما سيتفيد الكل من خبرة الخبراء واحداث فرص الشغل وتقنيات التسويق. ويقول الرماني، أن المغرب إختار ايضا أن يكون المشروع ملائم لإلتزامات المملكة الدولية في مجال البيئة، لأن نوعية الغاز تستجيب للشروط البيئية المتفق عليها دوليا، إذن نحن أمام مشروع هام على مستوى نوعية الغاز، الذي سيتم تسويقه بثمن مناسب بالدول التي سيمر منها وفق الجودة . وشبّه الرماني المشروع برمته، بمشروع مارشال التاريخي بأوروبا، من حيث المردودية والفعالية ، معتبرا اياه بالمشروع الضخم والكبير الذي يجعل معه الحدود بين البلدان ما هي الا حدود جغرافية فقط، أما الحقيقة فمثل هاته المشاريع سيكون على اثرها للمغرب امتداد في العمق الأفريقي، تاريخيا وروحيا واقتصاديا. من جهته إعتبر الدكتور طارق اتلاتي، استاذ التعليم العالي، ورئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، ان المشروع الذي يندرج في اطار 14 اتفاقية بين البلدين، له اكثر من حمولة، علما أن المشروع كان من المفروض او يوقع مع دولة الجزائر، لكن تماطل الأخيرة وتلكئها في الدخول في المشروع، عجّل برجوع المغرب نظرا لجديته ومصداقيته، التي اضفاها عليه التقارب مع دول جنوب الصحراء والتصور الذي اعطاه الملك محمد السادس لعلاقة المملكة مع دول القارة. اتلاتي زاد قائلا، أن المملكة المغربية لا تسدي خدمة للقارة الأفريقية فقط، بل الرابح من المشروع هو دولة نيجيريا في حد ذاتها، كونها دولة بترولية تأثرت بتراجع اسعار النفط، وتعاني من هاجس الأمن، بعد توطن حركة بوكو حرام بها، والمغرب له خبرة في المجال قد يساعد نيجيريا على ذلك، كما أن الدول التي سيمر منها المشروع لها من الفائدة ما لها. وعلى المستوى الجيو ستراتيجي، يضيف الدكتور اتلاتي، أن الاستفادة تتعدى البعد القاري لتصبح دولية، بحيث ستستفيد من المشروع ايضا، اوروبا، التي تبقى تحت الرحمة البترولية الروسية، ويقول اتلاتي في هذا السياق،”نحن نعلم كيف تتحكم روسيا في غاز اوروبا، خاصة في فصل الشتاء، وبالتالي هذا الاتفاق له بعد دولي محدد للسياسات العامة الدولية، واعادة توازنات السياسة الدولية والتي اصبحت المملكة المغربية فاعلة في الشأن الدولي بهذا المشروع وغيره من المشاريع التي توقع من طرف جلالة الملك.” أتلاتي، زاد قائلا، أنه سبق أن نتحدث عن الثورة التي يخلقها الملك محمد السادس في افريقيا، وقوبل من البعض على أن تصريحاته مجرد مزايدات واطناب، لكن الآن تتضح معالم تلك الاتفاقيات ومن بينها هذا المشروع، الشبيه بمشروع”مارشال” الذي غيّر وجه اوروبا، وهذا المشروع ايضا الذي سيعمل على تغيير وجه افريقيا ويخرجها من قوقعة السياسة الاستعمارية السابقة.