شهدت قاعة المؤتمرات بجهة كلميم وادنون يوم الجمعة المنصرم تنظيم يوم دراسي حول موضوع "الإعلام و الجامعة، تحديات و رهانات"، و ذلك على هامش القافلة الإعلامية التي نظمها ماستر مهن الإعلام و تطبيقاته ما بين 24 و26 نونبر بشراكة مع كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر و كذا مع فريق البحث لمهن الإعلام و المجتمع ERMMS . و يأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي كما أكد د. عمر عبدوه منسق الماستر في إطار " انفتاح الماستر على محيطه" و كذا الحرص على ترسيخ شعار الماستر، "رؤية أوسع و تاريخ يشفع". و في سياق ذلك، بدأ د. أحمد بلقاضي عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر كلمته مؤكدا أن العلاقة بين الإعلام و الجامعة، علاقة تأثير و تأثر، فالجامعة حسب تعبيره ساهمت بإسهاب في تطوير الإعلام و في ظهور ما سماه ب "الإعلام الشبابي" الذي ينبني عل السخاء في العطاء والاستجابة بين المستخدمين، كما ساهمت في تكوين أجيال من الإعلاميين تكوينا عاليا قائما على الشفافية و الحياد و المصداقية. و من جانبه أشاد د. عبد الرحيم بوعيدة رئيس جهة كلميم وادنون في مداخلته بالدور الكبير الذي تضطلع به الجامعة في تأطير و تأهيل الإعلاميين، باعتبارها، حسب تعبيره " المفتاح الحقيقي الذي يؤهل المتدربين لمستوى المهنية و التجرد و الحياد و المصداقية ". و بالمقابل عبر عن امتعاضه الشديد إزاء الأزمة الموحلة و المقرفة التي يتخبط فيها الإعلام الاليكتروني ببلادنا، إذ أضحى هذا الأخير حسب ما أكده إعلاما متسلطا يخلو من المهنية و يفتقد للأخلاق و المبادئ و الضوابط القانونية. و في ختام مداخلته دعا د. عبد الرحيم بوعيدة إلى تكثيف الجهود من أجل محاصرة هذه "الغمة المتجهمة" و استنهاض حلول لها، كما عبر عن استعداده لعقد شراكات مع الجامعة، باعتبارها، الضامن الأساسي لتخطي هذه "الندب" و ذلك بالتأسيس لإعلام مهني و مسؤول. و في سياق متصل، دعا رئيس المجلس الإقليمي لكلميم مؤسسة الإعلام إلى ضرورة النهوض بالمجتمع من خلال لعب دورها الرقابي والإشعاعي والتثقيفي كما دعا المجالس المنتخبة لعقد شراكات مع الجامعة و كذا إنشاء مرصد إعلامي. و من جهته، أكد د. محمد لغظف مدير مركز قناة العيون الجهوية على ضرورة التأسيس لإعلام جهوي قادر على الدفع بالعملية التنموية والبناء الديمقراطي في ظل الجهوية الموسعة، كقرار سياسي وجيه. و كذلك أكد توفيق البرديجي رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطانطان- كلميم أن الإعلام شريك أساسي في نشر وإشعاع ثقافة حقوق الإنسان، فالإعلام على حد قوله "أداة حماية " ساهمت بإسهاب في تحسين وضع حقوق الإنسان بالمغرب و ذلك من خلال ترسيخ العدالة والحكامة والمساواة والديمقراطية في المجتمع المغربي، و كذا بوقاية الفرد من الانتهاكات، و تثقيفه بحقوقه، وتوعيته بها. و في ختام هذه المداخلات، ثمنت دة. فاطمة الشعبي مجهودات الفريق البيداغوجي لماستر مهن الإعلام و تطبيقاته، و دعت الجامعة إلى تكريس صورتها المشرقة من خلال مواكبة ما يجد من معارف تسهم، فعلا، في صقل شخصية الطالب ، وإعداده ليكون منتجا ومؤثرا في مجتمعه ووطنه.