يعتبر مسجد وضريح سيدي وسيدي من أقدم المساجد بمدينة تارودانت ، ويحكى أن تاريخ بنائه يعود لعهد الموحدين على اعتبار أن صاحب الضريح وهو محمد بن واندلوس المعروف بسيدي وسيدي الولي الصالح المشهور بتارودانت وسوس عموما ،قد عاش في هذه الفترة ،وهو الذي بنى هذا المسجد من ماله الخاص بل وتحكي جل الروايات التي تناولت شخصية الولي الصالح سيدي وسيدي انه وهب جل ممتلكاته للبر والاحسان ، وبعد مماته قام شيوخ أهل تارودانت وعلمائها بدفنه بضريحه الملاصق للمسجد وفاءا لروحه وتكريما لجلال قدره وزهده ولمكانته الدينية التي كان يحظى بها في المجتمع الروداني . مؤخرا وعلى اثر اكتشاف بعض التشققات على مستوى جدران وسقوف الضريح والمسجد ، قامت لجنة تقنية بمعاينة المكان وأنجزت محضرا في الموضوع أوصت من خلاله باغلاق المسجد والضريح معا الى حين ترميمهما لأنهما أصبحا يشكلان خطرا على حياة المصلين والزوار . ساكنة تارودانت وان كانت تقدر هذا الإجراء لوقاية المصلين من اي مكروه ، فإنها بالتالي تخشى ان يمتد هذا الاغلاق الى وقت غير معلوم كما وقع مع كل من مسجد الرحبة القديمة ومسجد باب الخميس اللذان أغلقا في وجه المصلين منذ سنوات ولم يتم ترميمهما لحد الآن . هذا وقد عبر العديد من المصلين الذين اتصلت بهم الجريدة لاستطلاع رأيهم في الموضوع عن مطالبتهم لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالإسراع في ترميم مسجد وضريح سيدي وسيدي الذي يعتبر معلمة دينية وتاريخية وحضارية تمثل الشيء الكثير لساكنة تارودانت ، كما ان المسجد يوجد في قلب مدينة تارودانت وفي منطقة آهلة بالسكان ، وان اي تأخير في ترميمه سيزيد من معانات المصلين الذين سيتوجهون لمساجد أخرى وسط المدينة هي بدورها تعاني من الضيق وازدحام المصلين على اعتبار ان جل مساجد المدينة القديمة في معظمها صغيرة.