تفاصيل مثيرة لا تقع إلا في أفلام الويستيرن، تلك التي تكشف عنها وقائع اختطاف الطفلة خديجة أوعتو بإقليم تينغير، عمرها أقل من أربع سنوات اختفت من داخل مغارة حيث يقطن الرحل، ومند ذلك اليوم طلب الخاطفون فدية، ودخلوا في عملية التفاوض مع الأسرة. مرحلة انتهت بقطع رجليها من قبل الخاطفين والإلقاء بهما قرب خيمة عون سلطة فيما يلف الغموض مصير باقي الجسد، في الوقت الذي اعتقل فيه واحد من طالبي الفدية ومثل خلال الاسبوع الماضي أمام قاضي التحقيق بوارزازات، فيما الغموض ما زال يحيط بهذه القضية الغريبة. الطفلة اختطفت من داخل مغارة حيث تقطن أسرة من الرحل، يوم 26 من دجنبر الماضي، توجهت الأم لجلب الماء من نقطة بعيدة بقيادة أيت هاني الجبلية حيث تستغرق قرابة ساعتين جيئة وذهابا، فتركت الصغيرة ذات ثلاث سنوات و10 أشهر برفقة شقيقتها البالغة من العمر سنتين وسط الغار في الوقت الذي كان فيه رب الاسرة منشغلا برعي القطيع بعيد عن هذا المسكن المؤقت. الخاطف او الخاطفون استغلوا خلو المكان من الأبوين فاختاروا الطفلة البكر، قاموا بالسطو عليها كما يفعل الذئب أو السبع بالطريدة، مرت على الواقعة أيام دون معرفة أي فكرة عن مصير الصغيرة بعدها بدأت جمعية إرحالن المهتمة بشؤون الرحل على المستوى الوطني تعرف بالقضية من خلال بث نداءات عبر برنامج يهتم بالمختفين بالإذاعة الوطنية القسم الأمازيغي، وتمكن الخاطفون من التعرف من خلاله على أرقام الباحثين عن الطفلة ليدخلوا معهم في عملية تفاوض من أجل مقايضة جسد الطفلة ب10 مليون سنتيما. هذه التفاصيل المثيرة يحيكها ل”لأحداث المغربية” نائب رئيس جمعية إرحالن بالمغرب زايد أقريوت التي تهتم بشؤون الرحل، والمواطنة والمحافظة على تقاليد وعادات الوطن. أكد نائب الرئيس أنه بث نداءات عديدة ببرنامج مخصص للمختفين باللغة الأمازيغية فتلقف الخاطفون رقمه ورقم أحد أقرباء الطفلة ثم شرعوا في التفاوض حول قيمة الفدية. تم تحديد مواعيد في أزمنة وأمكنة متفرقة لكن الخاطفون يخلفون الموعد، رغم ذلك يكونون على بينه من مجريات الواقعة وأسباب التأجيل، بعض المواعيد قام بها رب الاسرة وأحد مقربين منه وأخرى تمت بحضور الدرك الملكي باسول وبالمركز القضائي تينغير لكن لم تفض كل تلك المساعي إلى أي شيئ. المفاوض ضرب موعدا بمدخل مدينة تنغير يوم 24 من دجنبر الأخير على أساس أن سائق شاحنة مقطورة من نوع ” رموك” سيسلمهم الطفلة قرب محطة للوقود وعند حلول المكان كان يصف لمن سيسلموه النقود المكان بالتفاصيل من بينها مرور شاحنة مقطورة، تبعتها سيارة ذات الدفع الرباعي سوداء اللون لكن لم تتم عملية مقايضة الطفلة بالمال بعدكا كانت الاسرة سعيدة وهي متيقنة بأنها ستستيعد في ذلك اليوم فلذة كبدها فعاد الاب ومن معه حزينين. وخلال الموعد الثاني كان الخاطف المفترض عبر الهاتف يصف المكان ويتساءل عن الرجال الحاضرين، ولم يقم من معه من جديد بافتداء الطفلة خديجة، فالمثير أن طالب الفدية يتحدث كما ستكشف عنه التحقيقات من ضواحي مدينة الجديدة بينما أعوانه يزودونه بما يجري في المكان المحدد لتسديد الفدية وتسلم الطفلة. دخلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على خط هذه القضية وبعد عمليات رصد تقنية اهتدت إلى طالب الفدية واعتقلته بضواحي الجديدة يوم الخامس والعشرين من دجنبر، ليتم تسليمه إلى المركز القضائي للدرك الملكي بتنغير بعد انتهاء التحقيق معه، وقد مثل خلال الأسبوع في حالة اعتقال أمام قاضي التحقيق باستئنافية وارزازت وتأجلت القضية إلى يوم 21 من الشهر الجاري، المتهم يتزعم عصابة الخطف عمره 29 سنة، متزوج مند ثلاثة شهور لا تربطه بالمنطقة اية صلة، ومازالت القضية تحبل بكثير من المفاجآت خلال القادم من الأيام. الخاطفون كما يروي زايد نائب رئيس جمعية إرحالن بعد مرور ثلاثة ايام على اعتقال طالب الفدية بالجديدة قاموا بالتخلص من رجلي الطفلة مقطوعتين ، تخلصوا منهما قرب خيمة عون سلطة برفقة حذائها بعيدا عن مكان الاختطاف بحوالي 20 كلم بمنطقة أيت هاني. لحد الآن لم يتم اعتقال أي واحد من المتهمين، لمعرفة إن كانت لهم علاقة بطالب الفدية، ويؤكد نائب رئيس جمعية إرحالن بأن المعتلق يعرف كل شيء وينكر سيما أنه كان يصف الطفلة بشكل دقيق، ويذكر حتى الأشياء التي لا يعرفها من كان قريبا من الصغيرة.