قال أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن التنوع اللغوي كثيرا ما ينظر إليه أو تتم معالجته بطريقة اختزالية، مشيرا الى انه في الوقت الذي استطاعت فيه الدول المتقدمة تدبير قضية التنوع اللغوي، فإن الدول السائرة في طريق النمو كثيرا ما تشتكي منه، وتعتبره معيقا للتقدم وتشكل الدولة الوطنية. بوكوس، الذي كان يتحدث، مساء اليوم الجمعة، في إطار الدرس الافتتاحي لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في وجدة، الذي مضى على تأسيسه 10 سنوات، قال إن التنوع اللغوي والثقافي “عامل أساسي لخلق التنمية المستدامة”. وضرب بوكوس مثالا بالتعابير الثقافية المختلفة في الجهات، التي استثمرتها التعاونيات، وحتى بعض الطاقات الفنية والإبداعية لخلق مصدر دخل، ليؤكد أن التنوع الثقافي عامل لخلق التنمية المستدامة. وفي إطار تعداده للخيارات الممكنة لتحقيق التنوع الثقافي، يرى بوكوس أن إعادة توطين اللغة الوطنية والرسمية لفترة ما قبل الاستعمار وتكريسها في الفترة ما بعد الاستقلال، خيار اتخذته العديد من البلدان العربية والإسلامية، وهو أفضل من خيار لغة الاستعمار. وأضاف بوكوس أن دستور 2011 حمل تقدما كبيرا في درب الديمقراطية اللغوية والثقافية، مشيرا إلى أن اعتماد لغتين رسميتين قرار شجاع قل نظيره عبر العالم، واصفا ذلك بالاختيار السليم والديمقراطي.