قضية سهام وسناء إنزكان تتفاعل بسرعة، فأصبحت موضوع رأي عام، بعد اعتقالهما وإيداعهما الحراسة النظرية مدة 24 ساعة، واتخاذ قرار متابعتها في حالة سراح، بتهمة الإخلال بالحياء العام. تضخم القضية برز من خلال عريضة يجري توقيعها على مستوى الفايسبوك، ستوجه إلى وزير العدل، ومن خلال وقفة احتجاجية سيتم تنظيمها يوم السادس من يوليوز المقبل أمام المحكمة الابتدائية بإنزكان تزامنا مع محاكمة المتهمتين ب”الإخلال بالحياء العام”، الحملة اختير لها شعار “ارتداء فستان ليس جريمة”. هذه القضية تعود فصولها إلى يوم الرابع عشر من يونيو الجاري عندما دخلت سهام وسناء إلى سوق ثلاثاء إنزكان قصد التبضع، كاناتا ترتديان فستانين قصيرين، فاقتفى أثرهما اثنان من الفراشة بالسوق من أجل الحصول على رقمي هاتفيهما، وبلغ التحرش بهما ذروته، فحصل اصدام بين زائرتي السوق والفراشين، وتحول الموضوع من إعجاب وتحرش ومضايقة إلى تنديد اكتسى صبغة أخلاقية وانضم إليه جمهور السوق، فبدأ الصفير، كأسلوب للاستنكار، وحلت دورية تابعة للأمن مرابطة بجوار السوق فتم إشعار النيابة العامة بالواقعة، وأمرت بوضع الشابتين رهن تدابير الحراسة النظرية مدة 24 ساعة، ليتقرر متابعتهما في حالة سراح بتهمة الإخلال بالحياء العام. في هذه النازلة ارتكبت النيابة العامة بإنزكان خطأين قاتلين بحسب متتبعين وحقوقيين، الأول عندما رضخت لضغوط مجموعة نصبت محاكمة شعبية لفتاتين، عطلت خلالها النيابة العامة القانون للاستجابة لمزاجية محتجين، الخطأ الثاني عندما تم تحويل الموضوع من قضية تحرش راحت ضحيته زبونتان بالسوق، لتصبح قضية إخلال بالحياء، ولم يتم استدعاء المتحرشين أو الاستماع إليهما ولو في حالة سراح. ونتج عن ذلك تضخيم القضية إلى أن اصبح الناس يتحدثون عن “عاريتين” وعن “طالبان” وكان بالإمكان تفريق “الجوقة” لأن الامر لا يعدو أن يكون تحرشا بفتاتين بلباس أنيق وقوبلتا بتحرش، وانتهى بصفير واستهجان من قبل ذوي نظرة أصولية محافظة. هذه القضية اثارت حفيظة جمعيات حقوقية، وجمعوية وجمعيات نسوية بأكادير وبالمغرب، حيث التقت جمعيات محلية لبحث الخطوات المقبلة، كما فتحت عريضة توقيعات على الأنترنيت تندد بخرق أحد حقوق الإنسان وهي حرية الناس في أبسط تجلياتها وهي اختيار اللباس. الوقفة الاحتجاجية من المنتظر أن تنعقد تزامنا مع محاكمة الفتاتين، وأكد موزاكي كاتب فرع الاشتراكي الموحد بأكادير بأن هذه الهيئة مصرة على التضامن مع المتهمتين من منطلق حقوقي وضد أي نزعة تحاول فرض تصور فكري قروسطوي.