عثرت الشرطة البلجيكية، أمس الخميس، على جثة الوزير السابق “ستيف ستيبارت” في قناة مائية تسمى “قناة البير” بمدينة هاسيلت (شمال شرق بلجيكا)، وذلك بعد ان غاب عن الانظار لعدة ساعات. وأكد المدعي العام هاسيلت “غيدو بيرميرن” رسميا انتحار الوزير السابق، وذلك خلال مؤتمر صحفي امس الخميس، حيث اكد العثور على جثة هامدة لوزير الدولة السابق ورئيس الفريق البرلماني للحزب الاشتراكي الفلاماني وهي تطفو فوق سطح مياه “قناة البير”. و كان العثور على دراجته ومعطفه بعد ظهر أمس الخميس في منطقة قناة ألبرت في هاسيلت، عاملا حاسما للوصول الى جثة الفقيد. ويعتقد ان سبب انتحاره يرجع الى عدم تقبله حكما صادرا عن محكمة بروكسيل بتهم “الاغتصاب والتحريض على الفساد، والشطط في استعمال السلطة”، وكذا الحملة الاعلامية و التشهير بشخصه من طرف العديد من وسائل الاعلام السمعية البصرية، خاصة انه كان زعيما حزبيا بارزا وأحد أشهر زعماء المعارضة للحكومة الحالية. وحسب وسائل الاعلام البلجيكية فان اصل االقضية التي اودت بمستقبل وحياة الوزير البلجيكي بهذه الطريقة الماساوية، يرجع إلى يناير 2011 عندما أقام هذا المسؤول علاقة جنسية عابرة مع شابة من أصول مغربية تدعى “هدى.أ”، قبل أن تتحول علاقتهما إلى تراشق بالاتهامات عبر بث تسجيلات تصور ممارساتهما، وابتزاز بالمال.. فحسب رواية المغربية المعنية “هدى ا”، فإنها سبق لها ان تعرضت لصدمة نفسية صعبة بسبب معاملة المسئول البلجيكي/الوزير ( ستيب ستيبارت) وهو ما جعلتها تغادر منصبها كناطقة رسمية باسم احدى الشركات التي كانت تشتغل فيها، مما دفعها الى تقديم دعوى قضائية ضد الوزير البلجيكي في يناير 2013.. واجمعت كل الشخصيات البلجيكية ت عن خصال الحميدة للرجل و كفاءاته وعطائاته، إلا انه من المنتظر ان يتم استغلال القضية من طرف احزاب اليمين المتطرف.. وفي هذا الاطار، أشاد الوزير الاول السابق “غي فيرهوفشتات”، الذي كان الراحل ضمن فريقه الحكومي، بالراحل و قال عنه انه كان “رجل من المواهب والقلب”. وقالت ” Meyrem Almaci ” رئيسة حزب الخضر الفلاماني” GROEN ” عن الفقيد بانه “كان رجلا عظيما في السياسة و حزبه الاشتراكي sp.a”. واعتبر “خيرت بورجوا”، رئيس وزراء حكومة فلاندر، ان الراحل “واحدا من الشخصيات الأكثر تأثيرا في فلاندر”، و “استراتيجي وماهر في التواصل”. ووصف رئيس المركزية النقابية الاشتراكية FGTB رودي دي ييو ستيف Stevaert ب”الاشتراكي الكبير”، وهو رجل “بقلب كبير وصديق حميم.” و اضاف ، “تميزت سياستنا ببصمته، لا يمكن أن ننسى عمله”. زعيم الاشتراكيين الفرنكوفونيين PS بجهة والونيا “دي روبو” ورئيس الحزب الاشتراكي الفلامانيSPA ليو دي روبو وبرونو Tobback اعربا عن صدمتهما من جراء هذا الموت المفاجئ ” اذ اعتبرا موته مفاجأة … و فقدان رجل فوق العادة”. وأعرب رئيس الوزراء البلجيكي الحالي “شارل ميشال” عن تعازيه لأسرة الفقيد، قائلا انه كان “يكن للفقيد احتراما كبيرا للالتزامه السياسي”. و بمجرد انتشار خبر انتحاره توقف نواب البرلمان الفدرالي دقيقة الصمت. وياتي هذا الحدث الماساوي في ظل سياسة “شد الحبل” بين عمدة اونفريس بارث دو ويبر ومنظمات ديموقراطية مغربية وخاصة بعد ان هاجم هذا الاخير المغاربة بشكل عام والامازيغ بشكل خاص متهما اياهم بالفشل .. ويعتقد المحللون ان هذا الحدث الماساوي سيستغل مرة اخرى من طرف اليمين المتطرق والقوميون الفلامانية لمهاجمة المغاربة.