تستقبل مدينة أكادير، منتصف الأسبوع المقبل لاحتضان فعاليات الدورة الثالثة من المعرض الوطني للمنتوجات المحلية، في الفترة الممتدة ما بي.5؛ والذي تشرف على تنظيمه جمعية المعرض الوطني للمنتوجات المحلية، بتعاون مع الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة درعة، وذلك تحت رعاية وزارة الفلاحة والصيد البحري. ولتقديم الدورة الثالثة، عقد بعد زوال يوم أمس الجمعة، ندوة صحافية من أجل تسليط الضوء على دورة المعرض التي تحتضنها ساحة بيجاوان، والمنعقدة تحت شعار "منتوجاتنا المحلية، جزء من ثروتنا اللامادية"، وأطرها إلى جانب الحاج علي قيوح، رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية، ابراهيم حافيظي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة، وهرو ابرو، المدير الجهوي للفلاحة باكادير، بحضور السيدة لطيفة اليعقوبي، المسؤولة بوكالة تنمية الواحات والاركان. خلال فعاليات الندوة الصحافية؛ تم التأكيد على أهمية تنظيم المعرض، والذي يندرج ضمن استراتيجية تعريف وتثمين المنتجات المحلية المتنوعة؛ كزيت الأركان وزيت الزيتون والزعفران ونبات الكبار والتمر من صنف المجهول، واللوز والكسكس المنسم بالأعشاب، والتين المجفف والأعشاب العطرية والطبية ومشتقات الصبار والتين الشوكي...، في إطار مخطط المغرب الأخضر؛ في تظاهرة باتت تراهن على البعد الدولي، من خلال انفتاحها على دول افريقية، هي تونس وكوت ديفوار وبوركينا فاصو؛ كمقدمة لبعد دولي أوسع في دورات قادمة . الحاج علي قيوح، في كلمته بالمناسبة، اعتبر ان للمعرض الوطني أهداف عديدة ومتعددة؛ منها مواكبة مختلف المشاريع التي تساعد على منح إشعاع وحركية للجهة، إلى جانب الرغبة في إبراز مميزات المنتوجات المحلية الجهوية، إضافة إلى الرغبة في خلق فضاء للتواصل واللقاء بين مختلف المهنيين والمتدخلين في القطاع، وتسويق أفضل لمنتوجات التعاونيات المحلية . كما أكد رئيس مجلس الجهة، السيد إبراهيم الحافيدي، على ريادة وامتياز جهة سوس ماسة درعة في وضع مخطط جهوي، ضمن رؤية استشرافية، تضمن النهوض بالمنتوجات المحلية والفلاحة العصرية، مشيدا في هذا السياق بدور الفلاحة التضامنية؛ كركيزة للفلاحة بالجهة، وبانخراط جميع الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين والنسيج التعاوني في تنميتها. من جهته قدم السيد أهرو برو، المدير الجهوي للفلاحة، خلال ذات الندوة معطيات تهم دور القطاع الفلاحي بجهة سوس ماسة درعة، ومدى مساهمته على المستوى الوطني بإنتاج 80 في المائة من البواكر و أزيد من 70 في المائة من الحوامض و أكثر من 70 في المائة من المنتوجات المحلية، موضحا مساهمة الجهة في هذه المنتوجات؛ و التي تندرج ضمن الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، موزعة بين الصبار، الذي تغطي 50 في المائة من الإنتاج والمساحات المزروعة على المستوى الوطني، و أزيد من 70 في المائة من الأركان و 99 في المائة من الزعفران و 90 في المائة من التمور. وضمن المعطيات؛ التي قدمتها السيدة خديجة مديرة المعرض، تغطيته لمساحة 3000 متر مربع بأزيد من 150 عارضا، وببرنامج علمي وتكويني يشمل سلسة من الندوات والورشات الموضوعاتية وحصص للتذوق وفقرات للتنشيط البيداغوجي والثقافي، بالإضافة إلى سهرات فنية من تنشيط فرق للفولكلور. وطرحت السيدة لطيفة اليعقوبي، المسؤولة بالوكالة الوطنية لتنمية الواحات والأركان، خلال النقاش، إشكالية ضياع القيمة المضافة على المغرب، مبرزة دور الوكالة في إطلاق دراسات مهمة في هذا الاتجاه؛ لإرساء مشروع مهم خاص بالأركان، سيهم ما يقارب عشرة أقاليم من الصويرة لأسا الزاك، وفق مقاربة جديدة تحافظ على القيمة المضافة لمنتوج أركان، بدون المس بذوي الحقوق من المنتفعين به، بل العمل على تطوير عائداتهم المادية، وخاصة النساء منهم، وسنعود للموضوع في مقال لاحق. كما سيكون لزوار المعرض ضمن البرنامج العلمي لهذا الملتقى موعد مع ورشة حول موضوع "التنمية المجالية عن طريق التشاور ين مختلف الفاعلين" وورشة أخرى حول "التعاونية كإطار مناسب لتجميع وتثمين المنتوجات المحلية"، بمشاركة ثلة من المتدخلين المؤسساتيين والباحثين المغاربة والأجانب. كما اشار بلاغ الدورة الى رهان المنظمين على تنظيم مدارات للمنتوجات المحلية لفائدة التعاونيات الإفريقية، والممثلة للجهات الأخرى من المملكة، تتضمن زيارات ميدانية لتنظيمات مهنية وتجارب ناجحة بجهة سوس ماسة درعة، التي تتميز بتنوع أنشطتها الفلاحية المجالية المستندة إلى غنى موروثها الطبيعي والثقافي. جدير بالذكر أن النسخة السابقة لهذا المعرض أقيمت على مساحة 1500 متر مربع وعرفت مشاركة حوالي 100 عارض، علما بأنها استقطبت أزيد من 25 ألف زائر.