“ضرب النقب ودخل لدار الوضوء” هو ما قام لص فجر يوم أول أمس عندما سطا على محتويات محل للتبغ محادي لمصالح مفوضية الأمن بايت ملول، لكن عوينات الكاميرا فضحته وكانت عاملا مساعدا لاعتقاله في وقت قياسي، وسيحال اليوم الجمعة على الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير . وكان اللص كسر عين الكاميرا، ولم ينتبه للعين الثانية ففضحته، وقدمته هدية لمصالح أمن أيت ملول. اللص يقطن بدوره بجوار المفوضية، ترسخت في وعيه فكرة السطو على محتويات محل لبيع التبغ مجاور لمصالح الأمن، اختار الدخول إليه من خلال إحداث ثقب، وقام بتدبير خطة الاقتحام من الخلف بدقة، لم يثرك للمفاجأة أي مجال فأعمى عين الكاميرا، لكن فضحته العين الأخرى دون أن يدري أنها موجودة وتقوم بمراقبة أفعاله وتصويرها. تنفيد الخطة بدأ عشية الثلاثاء في السابعة مساء، تسلل المحتال إلى إقامة بها عيادة طبيبة أسنان، وأختبأ بالمخزن المتواجد أسفل الأدراج، هناك لبث حتى أغلقت الطبيبة خلفه الباب الخارجي، ولزم مخبأه إلى حدود الثانية عشرة والنصف من يوم أول أمس، بعدما تيقن أن صاحب محل التبغ أغلق محله وراح لبيته قصد النوم، تسلل اللص من فوق جدار العيادة ليصل إلى الحائط الخلفي لمحل بيع السجائر، بسرعة أحدث به ثقبا بواسطة مطرقة أوصله إلى المرحاض الخاص، ومنه تسلل إلى داخل المتجر. زائر الليل، اعتقد أنه ذكي، لكن غباءه كشف عن فعلته في ظرف قياسي، فأول شي انتبه إليه هو كسر عوينة الكاميرا، هشمها ووضعها في حقيبته، فاطمأن وشرع في السطو على ما خف وزنه وغلا ثمنه، أهم ما أثار انتباهه، وأسال لعابه، الدخان والنقود وتعبئات شركات الاتصال. غنم كل ما توفر بالمحل، 3 آلاف درهم من القطع النقدية المعدنية، وبضعة أوراق نقدية من فئة 20 درهما،إلى جانب حوالي 20 ألف درهما من السجائر وتعبئات المكالمات، جمع ذلك في كيس بلاستيكي، ثم عاد إلى إلى المرحاض ليتسلل من ثقبه خارجا، ومنه اعتلى الجدار ليعود إلى عيادة طب الاسنان من حيث دخل في البداية، وقام بكسر قفل الباب الخارجي ، ثم أطلق ساقيه إلى الريح نحو بيته، وكانت الساعة تجاوزت الثانية ليلا. اعتقد اللص أنه غنم محتويات محل التبغ بصيغة ” عين ما شافت قلب ما وجع” لكن صباح يوم أول أمس الأربعاء سيكشف شمس الحقيقة، تقدم صاحب المحل بشكاية وقامت الشرطة القضائية والشرطة العلمية بأيت ملول على إثرها بعمليات مسح للمكان، وأخذ البصمات، فحجزت كل ما يفيد التحقيق، وتبين مند الوهلة الأولى أن اللص لم يعطل إحدى عوينة الكاميرا الثانية، فقامت بتسجيل أفعاله، وأظهرت جزء من ملامحه بشكل غير واضح لأن المتهم استعمل مصباح هاتفه فقط في إنارة عتمة المكان. الشرطة القضائية قياسا بملامحه وهيئته، فتحت كل الاحتمالات حول من تكون هوية الفاعل الشبح، فاستقر مقارباتها حوله، باعتباره يقطن بجوار المفوضية، وأحد جيران بائع السجائر، يعرف تفاصيل المكان، أكثر من غيره،، وسبق له أن قام بعمليات مشابهة بعدما دخل في عطالة دائمة، الاحتمالات تحولت إلى حقيقة بعد اعتقاله ومواجهته بمجموعة من القرائن التي خلفها وراءه، فلم يترد في الاعتراف بعدما أنكر فعلته خلال المراحل الأولى من التحقيق. المتهم متزوج وأب لطفلة، اشتغل سابقا تاجرا يبيع ملابس النساء، وأصيب بالإفلاس، فانزاحت سلوكاته في إطار بحثه عن النقود بهذه الطريقة من أجل إعالة اسرته، وسيحال اليوم الجمعة على الوكيل العام العام للملك، ترافقه تهمة اقتحام حرمة مكان، والسرقة مع التشديد وظروف الليل، وإتلاف وتعييب مصالح خاصة.