أسرة الفقيد تستنكر تخلي مسؤولي الأوقاف في التكفل بمصاريف الدفن. أفضت التحقيقات الأولية، الجارية مع المتهم " 24 سنة" المعتقل على خلفية مقتل إمام مسجد دوار اودوز جماعة تنيزنتاست 40 سنة أعزب يتحذر من ضواحي الصويرة، أن اقتحامهم لمنزل الفقيه، كان بدافع السرقة، قبل أن تتطور القضية إلى جريمة قتل، وأضاف المتهم، أن حاجته إلى المال وعطالته عن العمل، هي التي جعلته يخضع لرغبة صديقيه ومشاركتهما في إقتراف الجريمة،حيث تم التخطيط للهجوم على الفقيه في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 07 فبراير 2015، وأكد المتهم، أنه كان مكلفا بحراسة محيط المسجد من الخارج، فيما عمدا المتهمين الآخرين إلى الترصد للفقيه أمام البوابة الرئيسية للمسجد، إذ بمجرد ما هم الفقيه بالخروج، فاجأه المتهمين بضربة قوية على مستوى الرأس بواسطة آلة حادة، سقط على إثرها إلى الأرض، ورغم مقاومته لهما، إلا أن قواه خرت مع توالي الضربات التي وجهها المتهمان إلى رأس الضحية، قبل أن يسقط مغشى عليه بفعل قوة الطعنات التي تلقاها. وأشارت مصادر مقربة من التحقيق، أن الفقيه تعرف على هوية المتهمان بكونهما من أبناء الدوار، ورغم استعطاف الضحية لهما بتركه لحال سبيله، غير أنهما عمدا إلى تصفيته خوفا من السقوط في يد العدالة والتبليغ عنهما، وبعد التخلص من الضحية، تم سحبه إلى غاية غرفته الخاصة بداخل المسجد، وشرعا في تفتيش أرجاء الغرفة، حيث لم يتم العثور سوى على مبلغ مالي بسيط وهاتفه النقال، قبل أن يلوذا بالفرار إلى وجهة مجهولة، فيما أطلق الموقوف ساقيه للريح دون أن يدري أن الهالك فارق الحياة،ومباشرة بعد اكتشاف الجريمة من طرف بعض مرتادي المسجد، وشيوع الخبر وسط الأهالي، تم ربط الإتصال بعناصر الدرك الترابي بأولاد برحيل الذين حضروا إلى عين المكان لمعاينة الجثة وإعداد محضر في النازلة، فيما تم إستدعاء سيارة نقل الأموات، أقلت جثة الهالك إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، لتشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة، فيما فتحت عناصر الضابطة القضائية بالتنسيق مع المركز القضائي بسرية تارودانت، تحرياتها الأولية في ملف القضية، ليتم اعتقال أحد أصدقاء المتهم الرئيسي واقتياده المصلحة، حيث سرعان ما أقر الأخير للمحققين تلقائيا بعد مواجهته بالمنسوب إليه، بمجمل تفاصيل القضية والإقرار بهوية شريكيه اللذان نفذا الجريمة، إلى ذلك تم الإبقاء على المتهم رهن تدابير الحراسة النظرية، لتعميق البحث معه وإنجاز محضر قانوني، في انتظار إحالته على غرفة الجنايات بمحكمة الإستئناف بأكادير، فيما تم تحرير برقية بحث وطينة في حق المتهمين الآخرين. وفي سياق متصل، إضطرت أسرة الفقيه الضحية، إلى طلب مساعدة المحسنين بمسجد أكدال بمدينة ايت ملول، قصد التكفل بمصاريف الدفن وتشيع جنازة الهالك، وأفادت مصادر، من أسرة الهالك "للجريدة" أن المصالح المختصة بإدارة الأوقاف، لم تبادر كما جرت الأعراف في استدعاء أسرة الفقيد ومنحها مساعدة رمزية لجبر الخواطر، وأكدت المصادر، أن الفقيه كان متوجها إلى لقاء تواصلي بمدينة أولاد برحيل تعقده عادة مندوبية الشؤون الدينية مرتين في الشهر، يجتمع فيه أئمة المنطقة يهدف إلى تأطير وتكوين الأئمة،رغم بعد مسافة الطريق ووعورة المسالك الجبلية، مما يعني أنه كان في مهمة وظيفية أستدعي إليها من طرف إدارة مسؤولة، غير أن مندوبية الأوقاف من جانبها لم تبادر إلى منح أهل الفقيد مساعدة مادية كما جرت العادة والأعراف، تقول المصادر، هذا وقد ترك حادثة مقتل الفقيه، أسى كبيرا في صفوف ساكنة الدوار وزملائه في الحقل الديني، نظرا لدماثة خلقه، وقد دأب منذ حصوله على تزكية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، على إلقاء دروس الوعظ والإرشاد وتدريس القرن لأبناء المنطقة، كما أكدت أسرة الهالك، أن الأخير كان يستعد لإكمال نصف دينه، بعد أن تمكن بعد سنوات من العمل في بعض المساجد النائية، من توفير بعض المستلزمات العينية والمادية التي تؤهله لفتح بيت الزوجية.