قال الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية، لقد تأكد بما لم يعد مجال للشك أن المرض السرطاني الذي يصيب محمد عبد العزيز المراكشي غيبه طويلا عن المشهد السياسي لأنشطة جبهة البوليساريو، فلم يتمكن من حضور قمة الإتحاد الإفريقي الأخيرة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. كما لم يستطع لقاء ممثلة الأممالمتحدة على رأس بعثة المينورسو الكندية كيم بولدوك، فضلا عن وجود العديد من التوترات تهدد بتفجير مخيمات تندوف. وأضاف الفاتحي انه بالنظر إلى رمزية الرجل بالنسبة لعدد كبير من الحالمين بتأسيس دويلة جنوب المغرب يبقى الرجل ذا كاريزما لا يزال العديدون يؤمنون بأنها الأفضل التي يمكن الالتفاف. أو على الأقل يبقى المراكشي بكاريزما إلى ما بعد تقرير مجلس الأمن حول الصحراء في أبريل المقبل لسنة 2015، حيث يعتقدون يضيف الفاتحي أنها ستكون حاسمة بحسبهم وأنها قد تمكنهم من تحقيق تقدم في إطار الحصول على سند سياسي يقوي موقفهم التفاوضي في إطار مسعى تقرير المصير أو هكذا متمنيات. وحيث انه لا توجد شخصية بذات الكاريزما التاريخية كما لعبد العزيز المراكشي، يقول الخبير المغربي فإن استمرار مرضه او وفاته ستعصف ببنية البوليساريو وتحولها الى فئات متناحرة في اطار الصراع حول الشرعية واحقية من يمثل الصحراويين. وأوضح المتحدث ان مظاهر غليان مخيمات تندوف اليوم قائمة بما فيه الحركات الاحتجاجية، والتي لم تعد تنقطع مند سنة 2011 وما تلاها من ظهور مجموعة شباب التغيير، والتي تعززت بانتماء عناصر عسكرية إليها قد تلجأ إلى العنف لمقاومة استبداد جبهة البوليساريو. وعن وضعية الجبهة، قال الفاتحي ان بوادر انفجارها بات قاب قوسين أو أدنى حتى أن تغييب المراكشي بسبب المرض أبرز العديد من الاختلال والفساد، حيث تشوب نزاعات سياسية كتحديد ما يسمى "المجلس الوطني الصحراوي" لائحة تأنيب للحكومة، فيما يتواصل النقاش من أجل لائحة سحب الثقة من الحكومة بسبب الفساد المستشري، ومنه ما جاء بشهادة الإتحاد الأوربي عن اختلاس المساعدات الإنسانية الأوربية المخصصة لمحتجزي مخيمات تندوف. وعليه يضيف الخبير، بإن كل الظروف مواتية لانفجار البوليساريو من الداخل جد ممكنة في ظل عدم قدرة المراكشي عن مواكبة التطورات المتلاحقة والتي يبدو أنها باتت تفوق قدرته بفعل الشيخوخة وتداعيات مرض السرطان.