من المعلوم أن التقاليد التي تطبع احتفالات الزفاف تعبر عادة عن أصالة البلاد و ثقافتها و عراقتها لدرجة أن هذه التقاليد تتوارث من جيل إلى جيل، حيث من الصعب أن تقيم العروس زفافا في بلدها بتقاليد بلد آخر، خاصة إذا كانت من الأسرة الحاكمة، لكونه سيخلف سخطا عارما وسط المجتمع ، مثلما حصل تماما في موريتانيا بعد زواج ابنة الرئيس الموريتاني . و أثار اختيار الأسرة الحاكمة لتقاليد الأعراس المغربية جدلا واسعا في الشارع الموريتاني ، و على صفحات الفايسبوك، حيث ظهرت ابنة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في حفل زفافها الذي نظم الخميس الماضي، في زي مغربي في مختلف مراحل العرس بينما ارتدى العريس جلبابا مغربيا، وأحيت العرس فرق موسيقية مغربية، كما تمت الاستعانة بمنظمي حفلات الزفاف المغربية لحمل العروس على "العمارية" كما تنص على ذلك التقاليد المغربية. و اختلفت الردود في مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر زفاف ابنة الرئيس على الطريقة المغربية تنكرا للأعراف والقيم الأصيلة لمجتمعها الموريتاني قد يفهم منه عدم الانتماء أو تقليل من شأن البلد. في حين يرى البعض أن الأمر حرية شخصية ومسألة ذوق، خاصة و أن العروس ابنة الرئيس أمضت فترات من حياتها في المغرب. بينما يرى آخرون أن الإعجاب بتقاليد أعراس المغرب هي السبب الرئيسي لاختيارها كطريقة للاحتفال بالعرس، لكنهم عابوا على المنظمين عدم المزاوجة بينها وبين تقاليد موريتانيا. و يقدس الموراتينيون تقاليد أعراسهم لدرجة كبيرة الذي يفرض على العروس ارتداء "ملحفة" سوداء وعليها رداء أبيض وتغطى وجهها استحياءً وتعبيرا منها عن عدم رغبتها في الزواج، بينما يرتدي العريس "دراعة" بيضاء وعليها رداء أسود.